Friday, December 28, 2007

هدوء القتلة

تحديث
هدوء القتلة في الدستور الأسبوعي ، 16 يناير 2008
.........
و فصل من هدوء القتلة على موقع كيكا
تعوَّد جابر في المرات التي كان يمر فيها بـ "ليل" ـ الإسكافي ـ أن يترك له ساقه الصناعية كلها ، ويمشي متعكزاً على عصاه ، عائداً إلى بيته
هذه الساق اليُسرى هي
خلود جابر الحقيقي: ساق قوية ، ناعمة ومصقولة ، لن تشيخ أبداً ، ولن تصحبه إلى مقبرته.. وحتى إن فعلت ، لن تفنى، لن يهزمها التراب.
ساقه التي لا تؤلمه ، لا تعرفها الكدمات ولا تنز منها الدماء. أما ساقه اليمنى ..النحيفة المشعرة ، ساقه التي تنتمي له تماماً.. فيترك قدمها حافية ، تدوس على قطع الزجاج وحصى الشوارع . قدم مجربة مدماة تليق بشخص مثله


تعوَّد ليل بدوره أن ينهمك في تأمل تلك الساق الميتة التي يتركها له صاحبها في كل مرة ، كلعنةٍ خفية كانت تترك خلفها ليالٍ عامرةٍ بالكوابيس
وكان ليل يندهش دائماً ، بينما يخلع عنها فردة الحذاء ، أن لقدمها الحافية رائحة عفنة : رائحة قدم بشرية

....

قرر ليل كثيراً أن يقتل جابر ، تمنى لو كان لا يزال محتفظا بمطواته العتيقة الهائمة الآن ، ليرفعها لحظة اقترابه منه ويتركها تذكاراً في عنقه ، ثم يهرب. فعلها ليل كثيراً قبل ذلك.. قاتل محترف لم يعد يذكر حتى عدد قتلاه. أقنعة غائمة ، متوحدة ، بابتسامات غير مبررة.. ابتسامات من غادروا الدنيا دون أن يقرروا ذلك ودون أن يعترضوا عليه بحسم في الوقت ذاته. كانوا ـ فقط ـ يهاجمونه في أحلامه التي كان يستيقظ معها غير مصدق أنه لا يزال على قيد الحياة
أخبرني ليل بنواياه بينما يؤكد أنه لم يعد ينام. يجيء ضحاياه القدامى في الأحلام حاملين جميعاً ساق جابر الضخمة الملساء ثم يدقون بكعب حذائها القوي ـ المليء بالمسامير التي ثبتها ليل بالذات ـ رَأسَه حتى يتناثر.
لم أكن أعلق ، وكنت أريد أن أخبر ليل أنني أيضاً قاتل ، قاتل شاب متوحد.. وأنه – من خبرتي المحدودة - فإن قتله لجابر لن يحل المشكلة. على العكس ، ستزداد تعقيداً ، لأن جابر سيأتي بعد ذلك بنفسه في مناماته ، سيرفع ساقه بيده القوية هابطاً بها على رأسه ليقتله في الواقع.. وليستيقظ ليل مفاجئاً بفتات جمجمته على ملاءة السرير
بيت ليل ليس سوى غرفة في قلب المقابر ، ويعتقد الكثيرون أن جابر ليس سوى شبح أزرق يزوره في صباحاته .. خاصة أن أحداً لم ير جابر سوى كحاملٍ للنعوش ، يزك قليلاً بينما "يؤاجر" بقدمين غير متساويتين: واحدة غائصة في الحصى والأخرى معزولة في فردة حذاء عالية الكعب.. لتهتز النعوش مع اهتزازه تحت أركانها. يعرف ليل ذلك ، وربما لهذا السبب فكرَّ ليل كثيراً ، عرف أن قتله لجابر سيكون آمناً: إما أن تخترق المطواة جسده الشبحي ليتأكد أنه ليس سوى حلم يقظة.. وإما أن تنفجر الدماء مخلصةً إياه من ذلك القاتل الشخصي. لم يكن ليل يخاف من الحل الثاني ، ولكنه كان يموت رعباً إن هو قتل شبحاً ، لأن لعنة المنامات بعدها ستتحول إلى انتقام معلن سيتحول معه الإسكافي الخائف إلى مجذوب


إذا أردت الإنتقام من ألد أعدائك دعه يحيا. هكذا تركت لديَّ الحياةُ بعضَ حكمتها. لم أعرف شخصاً قبل ذلك عاقَبَه الموت.. بينما أستطيع أن أحصي لك عشرات بل مئات .. آلاف.. ملايين الأشخاص ممن تكفلت بهم الحياة
على أية حال لا أستطيع أن أقول ذلك أمامه. على القاتل - خاصة ممن ينتمون للنوعية النادرة التي أنتمى إليها - أن يخفي فلسفته ، لأن فلسفة القاتل هي نفسها آثار جرائمه .. اللحظة التي يستطيع فيها شخصٌ أن يعرف كيف تفكر - وليس كيف تُنَفِّذ جرائمك - هي دائماً اللحظة التي تموت فيها ، وهو أيضاً.. لأن من يكشف عن قاتل حقيقي هو بالضرورة وكما تعلمنا - قاتلٌ مبيَّت


ليل رأى دماءً كثيرة قبل ذلك.. لكن يده أبداً لم تلوث. أعرفُ جيداً يدَ القاتل الأصيل: إنها تشبه - على نحوٍ ما - يدَ عازف. أناملها مخنثة ، أطرافها ناحلة ووردية ، لابد أن تكون أطرافها وردية : لها ذلك اللون الذي لا تخطؤه عين خبيرة : يدُ القاتل تحتفظ دوماً بتاريخها ، لأنها لا تملك سواه.. وهذا هو الفارق الجوهري ، وربما الوحيد ، بينها وبين يد الشاعر: فرغم التشابه الرهيب بينهما إلا أن الثانية تبقى آمنة ، نعم آمنة ، لأنها بينما تستحضر لحظات زائلة.. تكون الأولى - بالتزامن - منهمكة بكل إخلاص ، في تأكيد حيواتٍ مبتورة

.......................................

هدوء القتلة ، رواية

يناير 2008


عن دار ميريت
..........................
الغلاف : الفنان الكبير أحمد اللباد

Saturday, November 24, 2007

الساحر الأخير



.. في النهاية ، و بنعومة ، و بأقل قدرٍ من الشغف .. عليك أن تنزع أصابعك من جهاز الـ " كوليكت فور "، فهو في النهاية لا يصلح كجهاز تلصص على أفكارك – تلك التي كانت في الماضي عبقرية_ مجرد تطور تقني للعبة " السيجة " لا يدوِّم الرمال و لا يزعج قشرة الأرض الهشة ، يجعلك تتبارى و أنت أكثر جمالاً و بعداً عن التقلبات القلقة للهياكل العظمية .. أو : هي متعة ممارسة ذنب قديم دون أن تتسخ يداك بذلك التراب الطفو لي الذي تسبب في كل مخاوف حياتك حتى هذه اللحظة

كان على الأرجح قد لمَّ الأطفال حولـه. هؤلاء ذوي الصحة الأرستقراطية من مدمني لعبة الـ كوليكت فور "،و المُبيَّـتيـن للبوكر و الجولف ، بأحلامٍ آمنة و أنوفٍ مرفوعة لأعلي ، و عندما راحوا يهزمونه واحداً واحداً و ينحونه من المنافسة مبكراً .. عدل قليلاً في قوانين اللعبة ، و قرر أن احترام الأكبر سناً و ليس الأكثر أحلاماً يُملي أن يظل مستمراً بغض النظر عن النتيجة

في نظر ربــة البيت هو خادم عجوز مخرف . في نظر زوجها هو كاتم الأسرار و جامع أشتات العائلة. بالنسبة للرجل الكبير الذي يماثله في السن هو ذلك الرجل الذي ينظر للماضي بعين زجاجية لا تعكس سوى أقواس قزح . بالنسبة لنفسه لخص كلَّ شئ في جملةٍ واحدة كان يقولها في المرآة قبل النوم : أنا قطعة الأثاث الوحيدة التي لا غنى عنها لهذا البيت . ضحى لكي يصل إلى هذه المرتبة التي منحته أخيراً الحق في الجلوس معهم على مائدة طعامٍ واحدة بأن تكون له زوجة أو عشيقة .. و لا يفكر أبداً أن الكرسي الذي بات ملكه في طرف المائدة تزامن مع سقوط آخر واحدةٍ من أسنانه

ببساطة يتلقى كلام أصغر الأطفال و هو يقول : لقد تعودتُ على هزيمتك حتى أنني صرت ألاعبك و أنا مغمض العينين . طفلٌ آخر يقول له : أنا أتدرب فيك لأكتشف طرق الفوز بأقل عددٍ من الحركات . أما المراهقة المترفعة ، شبيهة أمها في الطول و النحافة و استقامة الأنف و عاشقة الشِعر- كم هرَّب إليها سراً في طفولتها من الدواوين! ـ فقالت له باقتضاب : حياتك مثل أقدام شخص تعوَّد أن يمشي أثناء النوم
........................

.. أخيراً رأيتك تحلم ، أيها الخَطِر !، بجسدٍ بلاستيكي ضخم ملئ بدوائر ملوَّنة شفافة ، تعمل كفلاتر لألوان العالم الحقيقية .. و أنت ترى الحياة مجزأةً و مزدحمة .. كل مشهد في دائرته بلون يجاور مشهداً آخر في دائرة أخرى ، يلاصقه ، بلون آخر .. بل انك لم تقنع بمجرد الحلم ، بدليل تلك الستارة المنتفخة في غرفة نومك باختراعك المدهش الذي عملت فيه بدأب منذ طفولتك ـ لحظة دخولك لتلك الغرفة للمرة الأولى ، و حيث عرفت أنك ستنام بين هذه الجدران بالذات إلى أن يخرجوك منها ذات صباح أو مساء ، دون قرار منك ، جثة هامدة- و كل مساء ، تزيح الستارة عن شباك غرفتك، و توجه اختراعك للعالم الخارجي، لترى : صاحبة البيت الحمراء في دائرة ، زوجها الأزرق في دائرة، الطفل الأصفر و المراهقة الخضراء
..كلهم في مشهدٍ واحد . كلٌ منهم مع ذلك في عزلة لونه، كأنهم محض قطعٍ كرتونية مبعثرة جمَّعها الكولاج في مشهدٍ واحد لا يخفي حدة الخطوط الفاصلة
.....................

بإشارة منه تـُطفــأ أنوار البيت ، كأنه الساحر الأخير في هذا العالم، و ليس عليه في الصباح إلا الاطمئنان على كرسيه في طرف المائدة، و مكانه المضمون في اللعب

Thursday, November 22, 2007

كُل الحاجات


نفسي أكتب عن كل الحاجات اللي ما عِشتهاش ، لإن الحاجات اللي عشتها أنا عارفها كويس .. نفسي أكتب عن هزايم مش بتاعتي ، لإن هزايمي الخاصة بتكتبها الدموع .. نفسي أكتب عن واحدة حبيتها قوي و قتلتها علشان أداري ضعفي ... نفسي أشوف ابتسامة حقيقية في وسط البلد .. نفسي أبطل شغل و اقعد في حتة على البحر يقدر الإنسان من خلالها يشوف ربنا .. ربنا اللي عمري ما شفته في القاهرة ، لإن الآلهة فيها أكتر من الهم على القلب . نفسي أدخل سينما ما فيهاش ولا بني آدم و أقلد الممثلين براحتي .. نفسي مابقاش دايما مضطر اختار بين طريقين ، كل واحد فيهم هياخد حتة من ملامحي . نفسي هدومي القديمة تليق عليا لو لبستها من جديد.. و نفسي أكتب جوابات حُب لحبيبتي الأولانية اللي ما تعرفش خطِّي لغاية دلوقت

مشاهد مُتحركة

نص قصصي
...................
كان مليئاً بالصور ، و بمجرد أن يتنفس،كانت آلاف المشاهد المتحركة تـتساقط من جلبابه، لـتبدأ حياتها الخاصة بعيداً عن أسر مخيلـته
استطاع ذات مرة أن يحرك السماء حين رفع لأعلى مشهد البطل و هو يقبل البطلة،و بتثبـيت أطراف أصابع أقدامه لثانيةٍ واحدة، كان يتمكن من التحليق الخفيف فوق النعوش النحيلة لضحايا قصصه. و بازدياد جمهوره تطوَّر أداؤه حتى تمكن من إضافة الأصوات لسكون شاشـته، فحوَّل الموت من انهيار صامت إلى الطقس الوحيد ذي الشأن لهياكل أصحابه
في مشيه المتئد ، كانت الأشباح تبدأ تحركاتها من حولـه، كأنها حيَّة ، و كأن الأبطال – الذين لم يكونوا سوى بقايا ألوان منحها الهواءُ حياتها المتخيلة – هم الكائنات الوحيدة الحقيقية في الدنيا الـتي خلقـها كل من اقــتفـوا أثره
هذه هي الأشياء التي صنعها ليتخلص من إِرثه الذي أفسد أمعاءه ، منذ فقد بصره ، حين فـشـل في العثور على مقبرةٍ مناسبة ، يعرض فيها مشهد موته


Friday, October 19, 2007

أخباري الأدبية



أكثر من صديق و قاريء عاتبوني لإني غير مهتم بنشر أخباري الأدبية على البلوج سواء من أعمال منشورة أو الندوات التي أتحدث فيها نقديا ..و الحقيقة أنا نادرا ما أشير لعمل جديد منشور لي أو لنشاطي الأدبي لأكثر من سبب .. أولها إني مش بفترض ان قاريء المدونة بالضرورة أديب أو مهتم بكواليس الأدب ..و عشان كدة بكتب في البلوج بشكل حر .. و أحيانا أنشر قصصاً و نصوصاً لم تنشر بعد كنوع من اختبارها أو التأسيس لها ... وأنا لا
أشير لأعمالي المنشورة في المجلات و الصحف لإني بنشر بغزارة شديدة و ف أماكن متنوعة جداً مصرياً و عربياً ما بين نصوص سردية و مقالات نقدية ده غير شغل الصحافة .. يعني لو استخدمت البلوج في الغرض ده هلاقي نفسي بعمل ده يوميا مثلا .. رغم ان في ناس قالتلي ان دي ممكن تكون وسيلة للمتابعة و الإشارة لمن يريد المتابعة .. لكن أنا بفضل أشير مثلا لكتاب جديد هنشره أو مشروع مكتمل .. و مع ذلك اكتشفت أن لأصدقائي بعض الحق


و عموما ، أنا ممكن أوجز أخباري الأدبية خلال الفترة الماضية في عدة مشاريع رئيسية في طريقها للظهور قريباً




هدوء القتلة


روايتي الجديدة ، ستصدر قريبا جداً عن دار ميريت .. و هي أهم مشروع أنجزته في الفترة اللي فاتت و نالت إعجاب المجموعة التي قرأت المخطوط من أصدقائي الكتاب و المثقفين ..و تلقيت أكثر من دراسة عنها حتى الآن ، و أرجو أن تنال نفس الصدى عند نشرها


غرف القباطنة لا ترى البحر


مجموعة قصصية ، هي خلاصة ثلاث مجموعات قصصية حصلت بها على ثلاث جوائز مصرية و عربية و حولتها إلى كتاب واحد .. قصصها كتبت بين عامي 1996 و 2004نشرت بأكملها في دوريات مصرية و عربية عديدة منها الأهرام و أخبار الأدب و العربي و نزوى و غيرها ،وهي جاهزة للنشر منذ فترة و لكني أجلت إصدارها أكثر من مرة للدفع بالرواية أولاً.. و سأنشرها في الصيف القادم


حكايات


تجربة جديدة من الحكي ، أستلهم فيها روح الحكاية الشعبية محاولا مزجها بأساليب حديثة في السرد ..و هي بالنسبة لي تجربة ممتعة من مزج الواقع بالخيال.. أكتبها حاليا و تنشر أسبوعيا في الدستور بصفحة ضربة شمس منذ 8 أسابيع و محققة نجاح كبيرجدا بيشجعني على استكمالها .. و سأبدأ في إعادة نشر بعض نصوصها في البلوج خلال الفترة القادمة ..و دي فرصة كويسة اني أشكر الصديق العزيزجداً خالد كساب اللي بيحتضنها في صفحته أسبوعياً




تراب الأمس


نص سردي طويل في مقاطع انتهيت منه قبل فترة قريبة .. و سأنشره قريباً في دار نشر ستكون في الغالب عربية

الكتابة النقدية


هذا عن المشاريع السردية .. على المستوى النقدي أنا مهتم منذ بدأت الكتابة بالكتابة النقدية كمشروع مواز يضيء لي مناطق في القراءة و أنشر النقد في جريدة أخبار الأدب و مجلة أدب و نقد و مجلة الشعر و قبل ذلك في مجلة سطور.. خلافا للمقاربات النقدية في الندوات ..و الفترة الماضية شهدت نشاطاً نقدياً كثيفاً لي في مقاربة نصوص شعرية و روائية تنتمي لتيار الكتابة الجديدة نشرأغلبها في جريدة أخبار الأدب و أحدث دراسة نشرتها كانت الأسبوع الماضي عن رواية نائل الطوخي الجميلة بابل مفتاح العالم




Sunday, October 14, 2007

بخاف

و انا صغير كنت بخاف من الضلمة
لكن لما كبرت
بقيت بخاف من النور

Monday, October 08, 2007

Monday, October 01, 2007

باتجاه المدينة



قريباً
باتجاه المدينة
.....................
فوتوغرافيا + فيديو آرت

موودي و طارق إمام
...................................
الفوتوغرافيا : موودي

Wednesday, September 19, 2007

ترابُ الأمس


1
الحياة امتحانٌ صعب ،لا تتقدم خطوة فيه إلا لتتذكر خطوةً مضت . صارت التسعينياتُ ماضٍ . المراهقون تزوجوا و صاروا آباء . يحملون الآن أطفالاٍ على أكتافهم ، و يشترون لعباً بلاستيكية بدلا من الكتب
يمضون إلى العقد الرابع بابتسامات متسامحة . كل الأجيال تفعل ذلك : ينتهي صراخُها بذراعين مرخيين و تسليم بأن الحياة دائماً أقوى
2
مرت السنينُ فجأة
صارت أمي أكثر بدانةً و خفة
اقترب بيتنا من الأرض أكثر ، حتى أننا لم نعد نحتاج الدرجات القليلة لنصل إلى الباب
أبي يقرأ .. و يكتب .. و يدخن .. و يبتسم . مرت عليه الحياةُ في لحظة ، كأنه وُلِد _ فقط _ ليتذكرها
أكره المدن الصغيرة .. الجميع فيها يتقنون التلصص .
لن أنسى أبدا جارتي التي تحولت لكاتمة أسرار مأجورة . حَصَلَت على مهنة آمنة لم تكن لتتحقق لها في مكان آخر
أول أجر منحته لها كان مقابل ألا تخبر أبي أنني أدخن
آخر أجر : كي تخفي عن زوجها تفاصيل خيانتها له ، معي
3
الأولاد في ملابس الصيف . أنا أرتدي ملابس أثقل ، كي أداري نحافتي
في مراهقتي كانت تحبني المطلقات و الأرامل . فَوَّتُ فرصا كثيرة لاختبار جسدي مع شائخات . الفرص القليلة التي جازفت بقبولها لم أعد أذكر منها سوى ارتعاشاتٍ باهتة
عندما كبرت قليلا ، أدركتُ أنني عذبت كثيراتٍ دون سبب . كنت أخشى أن تتسلل تجاعيدهن إلى وجهي كثمنٍ للذة
رغم ذلك .. شختُ وحدي
.....................................
مقاطع من نص طويل بنفس العنوان

Monday, September 10, 2007

Saturday, September 08, 2007

Tuesday, September 04, 2007

أن تقرأ عُريك


مَن منا يقرأ و هو عارٍ من انحيازات مسبقة و دون أن يكون غائصا في جلباب ذائقة تشكلت و لا سبيل لمراجعتها ؟ من فينا يقرأ ليستمتع بكتاب و ليس لأنه لابد أن يقرأ هذا الكتاب أو ذاك ؟ و هل خصم احتراف الكتابة لدى البعض من متعة الطفل القديمة في التقليب البريء للأوراق؟
.............................
الرسوم لفرناندو بوتيرو

Thursday, August 30, 2007

المسافة









قررت أعمل الإختبار على أربعة من أعز أصدقائي هم نائل الطوخي و أحمد العايدي و محمد حماد و باسم شرف، أنا دلوقت بتكلم عن المسافة بين الصورة الفنية ـ و طبعا واضح ان الأربع صور فيهم قصدية التصوير ـ و الوجه الحقيقي بانفعالاته . اللي خلاني أفكر في ده موقف قابلته من كام يوم على قهوة التكعيبة ، واحد يعرفني إسماً ، و علاقته بشكلي مبنية على صورتي في البلوج . طول ماهو قاعد معايا كان بيتأمل وشي .. و فجأة قاللي : انت أبسط من صورتك بكتير . سألته يقصد ايه فقاللي ان الصورة توحي بحاجات مش في شخصيتي .. فقعدت اكلمه في الموضوع اللي بكتبه دلوقت . بعد شوية جه باسم و حماد و العايدي .. و لاحظت انه بيتأملهم بنفس الطريقة .. كان مستغرب من الناس اللي قاعدة ،بتنكت و ترمي افيهات رغم انهم في الصور بلا ابتسامات و مايبانش عليهم خفة الدم
الصورة بتشكل صورتنا عند الناس ..و صورتهم عندنا .. و للأسف ، مش كل واحد بتيجي فرصة انك تقابله علشان يتأكد من المسافة الضرورية دي.. و بتفضل فكرة ناس كتير عنك هي الكارت المتقن ، اللي انت فيه ظابط انفعالاتك ، و محدد زاوية الكاميرا ، و شكل النور و الضل على ملامحك ، و تعبيرك المحايد .. كإنك في لاوعيك مش عايز الناس تعرف انت مين .. عايز تحافظ على مساحة الحياد الضرورية اللي تحميك من المتطفلين و اللي تخليك عايش جوة صَدَفة رقيقة صعب عيون الناس تعرف عن اللي جواها شيء غير اللي انت عايزهم يعرفوه

Wednesday, August 29, 2007

أنا قلبي مواصلات عامة

أنا عشت قصص حب كتير قوي في المواصلات العامة ، بتلعب دور البطولة فيها أحلام اليقظة و القلب الخالي لشخصين وحيدين في زحام عربة مترو أو جلبة ميكروباص .على فكرة البنت اللي مش مرتبطة بيبان عليها ، حتى لو كانت لابسة دبلة
صحيح ان قصص الحب دي بتكون قصيرة و مافيش واحدة فيها كملت ساعة لكن ليها طعم غريب.. بتعمل انتعاشة كده للقلب زي ماتكون ماسج مكثف لكن فيه كل الداتا المهمة .الشيء المحبط ان الحاجات دي ما بتدخلش أبداً في التاريخ الرسمي للحب .. بتفضل حاجة كده على هامش قلبك و بتقف على حدود ذكرياتك زي ضيف خجول مالوش مكان عندك
أحيانا بيبقى الحب من طرف واحد هو أنا ، أو البنت ، و ساعات بيحصل التوافق المطلوب بين الطرفين .. من الابتسامة ، للمسة الإيد اللي مش مقصودة ـ مع إنها مقصودة ـ و اللي بيتم التعقيب عليها بابتسامة خجولة محترمة مني تليق بمواطن شريف ، مصحوبة بكلمة سوري .. بيتم الرد عليها بابتسامة بريئة لفتاة محترمة ممكن تفرط في أي حاجة إلا إيدها ، مصحوبة بكلمة ولا يهمك
على فكرة الموضوع بيكون فيه شيء حقيقي ،حاجة كده من ألق الصدفة و حتميتها و سؤالها الصعب . أنا مش بتكلم عن معاكسة ، لكن لحظة وجودية عميقة : بنت ملفتة ، ملامحها بتحرك شيء جوايا ..بنت لو بشوفها كل يوم أكيد هتبقى بينا علاقة .. لكن القدر قرر إنها تكون كائن عابر في حياتي ، أشوفه مرة يتيمة في العمر ، أتمناه لدقايق ، و بعدها واحد فينا يودع التاني و ينزل في محطته لإنه صعب يضحي و يفضل قاعد علشان خاطر حد مش هيشوفه تاني .بحس وقتها بحسرة و بعيش لحظة وداع كاملة .. بفضل اتابع البنت بعيني لغاية ما تبقى سلويت بعيد ، داكن و شبحي ، في زحام المدينة اللي بيتساوى فيه كل شيء
كل فترة أعيش قصة حب من النوع ده .. أتمنى إنسانة راكبة جنبي ، و اعمل أي حجة علشان أسمع صوتها .. لإنى مقتنع بما لا يقبل الجدل ان قلب البنت بيعيش في نبرتها
من فترة خلقت لنفسي أسطورة ذاتية : لو عجبتني بنت قوي و نزلت معايا في نفس المحطة يبقى هيكون بينا حاجة حقيقية .. في اللحظة دي ممكن أكلمها و انا واثق ان النتيجة هتكون لصالحي .. لكن للأسف ، الأسطورة دي ماتحققتش أبدا .. لازم حد فينا ينزل قبل التاني ، و لو بمحطة واحدة .. و يسيبه يتيم، في انتظار محطته

Saturday, August 25, 2007

حكاية رجل عجوز بلا ذكريات

تمنيت دائما أن أكتب قصة عن رجل عجوز بلا ذكريات . رجل تجاوز التسعين من عمره مثلا و لكن حياته مثل ورقة بيضاء .. لم يعش قصة حب ، لم يخض حربا ، لم يمش في شارع مظلم و لم يخنه صديق . إنه حتى لم يدخن ذات يوم و لم يوقظه صراخ طفل . الرجل يفكر في حياته .. و يحسد أقرانه العجائز أصحاب الذكريات المديدة ، فيقرر أن يصاحب الأطفال لأنهم مثله .. و لكنه يفاجأ بأنهم يطلبون منه حكايات من ماضيه مقابل أن يقبلوه صديقا .. فيضطر لتأليف حكايات لم يعشها .. و تنتشر حكاياته بعد فترة .. تصير مقنعة أكثر من ذكريات الناس الواقعية و أشد إثارة . يمضي في لعبته أكثر .. يقترب منه العجائز أيضا لسماع ماضيه المزيف .. و السيدات .. و الرجال الأقوياء .. و يأتي رجل من خارج البلدة، مؤرخ شاب ، ليكتب تاريخها فلا يجد خيرا منه ليسطر التاريخ من فمه . يطبعه المؤرخ في كتاب . يصير هذا هو التاريخ الرسمي للبلدة ، الذي هو جزء من التاريخ الرسمي للعالم ، الذي حكاه بالتأكيد أشخاص بلا ذكريات . يحاول الناس بعد فترة إقناع المؤرخين و السلطات بأن كل ما حدث كان كذبة و لكنهم يديرون لهم ظهورهم ، فقد كُتِب التاريخ و انتهى الأمر .تزيد الاعتراضات و يتعرض المشككون للإعدام و يزج بهم في المعتقلات .. يخاف الباقون فيسلمون بأن هذا هو التاريخ .. هذه هي ذاكرة العالم و كل ما عداها هراء . ثم تأتي أجيال جديدة لا تعرف شيئا مما حدث ، يكون الرجل قد مات و صار نبيا .. مكان ميتته تحول إلى مزار مقدس يؤمه الجميع من كل أنحاء العالم . و لا يعرف أحد أنه لا يزال يحسد في ميتته أقرانه الذين ماتوا أيضا .. لأنهم كانوا يملكون ذكريات حقيقية في الوقت الذي صنع هو فيه بخياله تاريخا مختَلَقا ... و يتندر على الدنيا ، الغرورة التي منحته قداسة لمجرد أنه أجاد الكذب على حفنة أطفال .. بعد أن أدار الجميع ظهورهم له

Thursday, August 23, 2007

Monday, August 20, 2007

أجمل سطر حُب قريته في حياتي

يا ريتني أعمى .. أشربِِك باللمس
...............
فؤاد حداد

Tuesday, August 14, 2007

عيد ميلادي


اترددت كتير في الكتابة عن عيد ميلادي و اللي كان أول امبارح
خلاص بقى عندي 30 سنة بالتمام والكمال
ودعت العشرينيات للأبد
بالمناسبة دي إحب أوجه الشكر لبرج الأسد العزيز اللي منحني صفات كويسة بعتز بيها
وصفات سيئة بعتز بيها برضه
أنا الساخن الناري الملتهب المتقلب
اللي بصحى كل يوم وانا بسأل نفسي ايه الصح و ايه الغلط كإني ماعرفتش عن الدنيا حاجة
...........
عندي دلوقت 30 سنة
حاجة غريبة مش كدة؟
يالله اهي كلها أيام و بنعيشها
قشطة
(:

Saturday, July 28, 2007

شريعة القطة .. قصة الخلق من منظور دنيوي


د. سعيد الوكيل

........................


شريعة القطة للقاص والروائي طارق إمام نص ملبس، بدءا من العنوان، ولا سبيل إلي تحقق قدر معقول من الفهم والتواصل معه إلا عند الوصول إلي نقطة النهاية. وهو كذلك نص جريء (بالجيم وليس بالباء) علي مستوي الرؤية والتقنية والتشكيل اللغوي والتخييلي. نشرت دار 'ميريت' هذا النص بعد أن نشر الكاتب مجموعتيه القصصيتين 'طيورجديدة لم يفسدها الهواء' (1995م)، و'شارع آخر لكائن' (1997م). وبنشر هذا النص يتأكد لنا روح المغامرة والجدة الإخلاص للإبداع لدي الكاتب والناشر علي السواء

من الصعب أن ندرج هذا النص بيسر ضمن نوع الرواية، إلا بقدر من التأويل والتسامح النقدي والرؤية البعيدة التي تحاول مجاوزة ماهو راسخ أويشبه الراسخ، تطلعا إلي ما هو جديد يسعي إلي توكيد جمالياته الخاصة لنقل إذن إن هذه الرواية تخاطب متلقيا خاصا، لديه استعداد لأن يؤسس مع المبدع نفسه تأصيلا مختلفا لمفهوم الجنس الأدبي.يفاجئنا النص ابتداء باعتراف من المؤلف الحقيقي أو المجرد: 'لا أستحق عقابا.. إنني أقص الحكايات وحسب' ( ص7)، في الصفحة التمهيدية التالية للإهداء الذي ذكر فيه اسم طارق، ولكن يختفي اسمه في التمهيد ليبدأ السارد في الظهور إنه لايروي رواية، بل يحكي 'حكايات' تدعي صدقها وواقعيتها، واقتصار دور الراوي علي قولها بدون تزيد، ومن ثم يتحقق لها الصدق وحيادية السارد، وهو مايعني براءته وعدم استحقاقه لأي نوع من العقاب، وهذا التهميد وحده يلفت النظر إلي أننا بصدد الدخول إلي مساحة سردية شائكة صادمة وهي حقيقة لا تخطئها عن القاريء المتأمل.ويبدو بناء الرواية قاصدا إلي خلخلة الأبدية التقليدية، منشغلا ببنائه الخاص الذي يتسق مع الرؤية المقدمة، حيث تنقسم الرواية إلي نصفين تقريبا: النصف الأول فصل مكتمل بعنوان 'في ستة أيام' يسرد فيه تخلق روح تلك القطة وما تمخضت عنه، ثم يأتي النصف الثاني ليسرد لنا التجليات المختلفة لتلك القطة، عبر فصول يحمل الأول والثاني اسمي مؤسستين من مؤسسات تشكيل الإنسان اجتماعيا ودينيا وسياسيا هما 'الدير: والمصنع'، وبعدهما فصول تحمل عناوين 'الحب'، و 'الحرب'، و'الضريح' ويحتوي كل فصل علي مجموعة من الحكايات التي قد تبدو متباعدة للوهلة الأولي.الرواية هاهنا تكاد ­ حقا ­ تكون مجموعة من الحكايات المتجاورة لشخوص مختلفين، يسردها سارد واحد عليم بكل صغيرة وكبيرة، وبكل خافية ومعلنة، لكن السارد ليس عنصر الربط الوحيد، بل تتجلي رمزية القطة في كل أنحاء الرواية القطة لا تبدو كائنا حيا متجسدا، بل تبدو معني غامضا، أو روحا خفية تعبر عن 'الوعي الجمعي الانساني' أو 'الوعي الجمعي الشعبي' أن صح التعبير. الرواية تعبر عن التقلبات التي تمر بها تلك القطة، أو لنقل تلك الروح الكامنة التي تعبر عن نفسها في صور مختلفة وتجليات شتي.من السهل أن تختزل تلك الروح، فنفهمها تعبيرا عن الروح المصرية التي تشكلت عبر العصور، ومرت بأزمات حضارية متعددة ومحاولات دءوب من قوي مختلفة لخنقها ووأدها، لكنها بسبع أرواح، لاتكاد تفقد روحا حتي تبعث من جديد إنها روح تبحث عن تحقق لها في صور مختلفة من 'الحب' و'الحرب' (وهما عنوانا فصلين)، لكنها تنتهي إلي أن تواري في 'الضريح' (وهو عنوان الفصل الأخير)، حيث 'نامت دون كوابيس تذكر'. إنها الأم الحاضنة المحبة مانحة الزاد لكنها ­ في أوقات أخري ­ الأم التي تأكل أبناءها لا خوفا عليهم، بل شراسة وقسوة.هذا تأويل يجد الكثير مما يرجحه، لكنه لن يكون التأويل الأول والأخير قد يمكن النظر إلي القطة بوصفها رمزا للطاقة الروحية السارية في الكون، مازحة بين روح الهدم والبناء! بين الألم واللذة، بين الموت والحياة وقد تكون تعبيرا عن روح الإنسان نفسه في تجلياته المختلفة وتناقضاته الكثيرة وكأن هذه الرواية نوع جديد من كتابة التاريخ الخاص بالكائن الإنساني، وقد يساعد علي هذا الفهم أن الرواية بدأت بفصل تحت عنوان'في ستة أيام'.كأن الرواية تروي من جديد قصة بدء الخلق، ولكن من وجهة نظر أخري أرضية دنيوية، لا تحفل كثيرا بالميتافيزيقا المتاحة، لكنها تحاول أن تؤسس ميتافيزيقا أخري موازية.يقدم النص رؤيته من خلال تقديم معادلات موضوعية لعناصر التشخيص داخل الرواية. الأشياء لا تكاد تسمي بأسمائها، بل هناك دوما تعبير يتقنع بمختلف الأقنعة قد يكون هذا موقفا جماليا، لكنه كذلك تعبير إيديولوجي عن الخوف من التعبير المباشر عما هو محرم البوح به أو مساءلته.تمتليء الرواية بالتعبير الساخر، ولاتكاد تحفل باللغة المنمقة التي تدعي قداسة ما، بل إنها تحارب ذلك النوع من اللغة، وقد تخضعه لسخرية لاذعة، كما في المقطع المعنون 'حكاية القطة والشاعر العمودي'، حيث تصاب القطة بتسمم إثر التهام قصيدتين عموديتين. ويحرص النص علي أن يظهر بطريقة ساخرة بعض العناصر المرتبطة بالقصيدة العربية العمودية القديمة كالناقة والرمال والرماد، إضافة إلي شبح ذي عقال يخرج من بطن القطة يحمل سيفا ويختفي في ردهات المستشفي.يسخر النص كذلك من التحولات المصاحبة للإنسان في العقود الأخيرة، خصوصا تحوله إلي كائن استهلاكي، بل تحوله إلي عنصر منهزم كسر في آلة الرأسمالية الضخمة.ولعل 'حكاية زيت الذرة' أكثر الحكايات تعبيرا عن هذا المعني، ويتم التعبير عن ذلك بلغة وتصوير ساخرين لايخلوان من تخييل مدهش.الملمح الأساسي في التخييل داخل الرواية هو الاعتماد علي الصور الحلمية والكابوسية، ومن ثم تخرج الصور من منطق المعقول إلي اللا معقول ولا يحفل النص كثيرا بأن يتمكن المتلقي من استقطاب كل أبعاد الرواية بل يبدو قانعا بأن تسرب إلي وعي المتلقي مايريد التعبير عنه من خلال صوره المتنوعة وحكاياته المتعددة.الرواية التي تسرد التحولات التي طرأت علي ذلك الكائن الرمزي (القطة) تحرص علي أن تظهر التناقضات داخل ماسنته من شريعة تم نسخها عبر العصور، لكنها لم تفقد هويتها إلا في آخر مراحل حياتها، حيث تعرضت لحالة أكثر قسوة،لا من النسخ فحسب بل تعرضت كذلك لحالة بشعة من المسخ
...................

Wednesday, July 11, 2007

عبدالله بقى عريس








....................................................



بكرة عبد الله أحمد صديقي الفنان الجميل و الإنسان الأجمل هيبقى عريس .. طبعا ده خبر مبهج .. بشرط حياته ماتبقاش شبه حياة زمبوء و مراته ، الشخصيتين اللطاف اللي بيرسمهم يوميا في الدستور
ألف مبروووك يا عبووود
و حياة سعيدة
(:



Wednesday, June 27, 2007

هدوء القتلة


تبدو القاهرة لمن لا يعرفها مدينة شديدة الضخامة ، غير أن القتلة فقط ـ و هم حالمين بالضرورة ـ يدركون أن ذلك غير صحيح
.................................
قريبا
هدوء القتلة
روايتي الجديدة

Sunday, June 03, 2007

مواقيت للوداع

ذات يوم قابلت امرأة في المقابر .. و سألتها عن معنى الحياة ، فلم تجبني . كانت ترتكن إلي مقبرة , و يبدو أنها اعتبرت أن أية إجابة منها ستكون خيانة للموتى الذين تعيش بين أحلامهم .. و تتنفس معهم نفس الهواء الصامت
طلبت منها أن تسألني عن الموت ، و لكنها أيضا لم تفعل. اكتفت بنظرة من عينيها الخاليتين .. نظرة تحول معها وجهي إلى قناع شائخ
لا أعرف كيف اعتبرتها عشيقة ميتة .. كانت المرأة الأربعينية تفتش في ملامحي عن وجه آخر .. لا يعرفه سواها . كانت مثل شبح يودع مناماته في أحلام يقظتي التي حولتني _ في حضرتها _ إلى تذكار
من يومها عرفت أن الحياة سؤال
و أن الموت ليس دائما إجابة

Friday, June 01, 2007

يمكن

مين عارف
مش يمكن الصدفة تكون بطل الحكاية؟
مش يمكن تكون هيه النور اللي في نهاية نفق اللحظات المترتبة اللي ملهاش معنى؟
مش يمكن؟؟
........................

Sunday, May 27, 2007

حروبهم الفالصو

كان نفسي أطلع صاحب ( بار ) ... كل زبايني ناس جايه تسكر ، و انا الوحيد اللي فايق وسطيهم
.. أنا الوحيد اللي شايف هزايمهم بتتدحرج مع طرقعة الغطيان و فوران رغاوي البيرة
أراقبهم و هما مجروحين بعد حروبهم الحقيقية .. و حروبهم الفالصو
و اشوف أحلامهم و هيه بتسيب القمصان و البنطلونات و تنام تحت الكراسي
لكن يا خسارة
أنا مجرد واحد من الزباين دول ، و زي أي مريض لازم أدفع تمن البنج علشان يبقى من حقي أغمض عينيا
.............................
عارف ان صاحب البار بيتفرج عليا كل مرة باستمتاع
و بضطر كتير أعمل مش واخد بالي لما يغالطني في الحساب و يزود تمن قزازة ما شربتهاش
لإني هتألم جدا
لو صدقت إني بعد كل الشرب ده
! لسه فايق

Thursday, May 17, 2007

امبارح كان عمري .. سنتين

دي واحدة من صور طفولتي .. طبعا أنا اللي ع اليمين .. أيوه المكلبظ المتختخ ده .. كنت طفل و لا كل الأطافيل ، بغض النظر عن نظرة الدهشة اللي ببص بيها ع الكاميرا .. و اللي تكاد تصل إلى البلاهة . اللي ع الشمال و بتبص بابتسامة وديعة دي أختي الحبيبة لبنى .. أقرب و أحب إنسانة
لقلبي في الدنيا .. و اللي في النص و حاضنانا إحنا الإتنين والدتي طبعا
.........................
أي خدمة (:

Tuesday, May 08, 2007

كأنني تلويحة وداع


منذ سنوات طويلة لم أجرب طفولتي .. و اكتفيت بقطع الخطوات اللازمة _ بإخلاص خادم _ لأصير رجلا

تهاجمني هذه الأيام كل الوجوه القديمة ، الغائبة ، لأشباح سنواتي الأولى .. كأنني محض متذكر لم يعد يملك من المشاهد سوى أطلالها .. و من الدموع سوى بقاياها

كأنني لست سوى طفل انتزعوه من سريره _ عنوة_ ليطلعوه على شكل مقبرته

كأنني ذرة رمل منثورة في عين الحياة .. لن تنال منها سوى التفاتة منسية

كأنني تلويحة الوداع التي لا يملك المسافر سواها ليقول لمحبيه أنه قد يعود

......................


عرفت دائما أن الخسارات تبدأ حياتها عندما يجيء النصر

أن كل مقامرة مقبرة

و أن كل التفاتة فخ

و أن القصائد لا تنام إلا تحت وسادة حالم

Sunday, April 22, 2007

مثلث الرعب


اكتشفت بالصدفة الصورة العبقرية دي .. كانت منشورة
في التغطية الجميلة اللي عملتها صديقتنا شيماء زاهر للندوة اللي أقيمت لمناقشة ( باسم شرف ) ..
في موقع ( بص و طل ) واسع الانتشار
مبدئيا احنا ما كناش في الحزب الوطني كما يبدو للوهلة الأولى .. لكن كنا في مكتبة مبارك العامة
من اليمين للشمال : المؤلف ( التنك ) باسم شرف .. و مقدم الندوة ( الروش ) تامر عبد الحميد .. و الناقد ( السبور ) طارق إمام
صورة خالدة ستضاف لألبومنا
بالمناسبة انا كنت باصص على ( محمد حماد ) و هوه بيقدم مداخلته .. لكن للأسف الصورة مش جايباه .. و ببتسم لإن محمد فعلا قال كلام كويس .. و ف الحقيقة واضح ان باسم كان متضايق من تامر لأن الكاسكيت بتاعه كان مضايقه و حاجب عنه الرؤية .. الى جانب ان تامر انفرد بالمايك و مرضاش يديه لحد
ههههههههههههههههه
المهم ان أنا براءة في الليلة دي
صباح الفل


Saturday, April 21, 2007

الحب .. و قناع الموت


كادت تنقضي سنتان على بريدهما المحموم عندما عرض فلورينتينو اريثا في إحدى رسائله الزواج رسميا على فيرمينا داثا . كان قد بعث إليها عدة مرات في الشهور الستة السابقة زهرة كاميليا بيضاء ، لكنها كانت تعيدها إليه في الرسالة التالية ، حتى لا يرتاب من استمرار كتابتها إليه ، انما دون مخاطر الإلتزام . و الحقيقة انها كانت ترى دائما في ذهاب زهرة الكاميليا و مجيئها مداعبة غرامية ، و لم يخطر لها يوما أن تفكر فيها كنقطة انعطاف في مصيرها .أما عندما وصلها عرض الزواج الرسمي ، فقد أحست أنها تتمزق بأول مخالب الموت . و روت الأمر للعمة اسكولاستيكا و هي هلعة ، فتناولت العمة الاستشارة بالشجاعة و الفطنة اللتين لم تمتلكهما و هي في العشرين من عمرها .. عندما كان عليها أن تقرر مصيرها ، و قالت لها : أجيبيه بنعم ، حتى و لو كنت تموتين فزعا ، و حتى لو ندمت فيما بعد .. لأنك على أية حال ستندمين طوال حياتك إن أنت أجبته بلا
...........................................
مقطع صغير من رائعة غابرييل غارسيا ماركيز .. الحب في زمن الكوليرا . ترجمة : صالح علماني
اللوحة للفنان : مارك شاجال

Friday, April 06, 2007

300




أجزاء من الجرافيك نوفيل الشهيرة (300) لفرانك ميلر .. و التي تعرض نسختها السينمائية الهوليودية حاليا
أنا شخصيا استمتعت بالفيلم جدا .. حالة بذخ بصري و فداحة جمالية مشهدية و خيال متقن الصنع
حدوتة ليست معقدة .. و سيناريو بسيط كلاسيكي .. لكن البطل هو دائما المشهد الخاطف للبصر، و الائتلافات اللونية التعاقبية في تكويناتها و علاقاتها الموحية التي تدفعك
طوال الوقت لمشاهدة تشكيلية هي في ظني المكسب الحقيقي لدى تلقي الفيلم.. و التي في خلق مفاتيحها جماليا يكمن موطن تفرد الفيلم الحقيقي ، بل إن البنية الدرامية نفسها تخلق مساحات اختلافها و صراعاتها عبر تلك المفاتيح ..لذلك فإن
فيلم 300 من وجهة نظري : حالة فرجة

Friday, March 30, 2007

كتابة جديدة




انا انهارده فرحان .. لإن فيه جيل جديد من الكتاب قدمتهم جريدة أخبار الأدب في ملف خاص و جميل . مجموعة من الكتاب بتستقبل الحياة الثقافية أعمالهم الأولى : فرحان بباسم شرف و محمد الكفراوي , فرحان بمحمد الفخراني و محمد صلاح العزب .. و فرحان أكتر اني واحد من اللي ساهموا في الملف بتقديم دراسة نقدية عن ديوان محمد الكفراوي الأول , و البديع ( حلم وردي يرفع الرأس ) واللي ليها مذاق مختلف بالنسبالي عن كل الدراسات اللي كتبتها قبل كده .. إني أكون واحد من اللي بيقدمو الكتابة دي للناس و يمهدولها علشان تاخد نصيبها من القراءة و الانتشار بين القراء ..... و ما انكرش اني كنت احب أكتب عن ناس تانية في الملف زي باسم شرف .. ماانكرش اني فوجئت برواية مسعد أبو فجر : طلعة البدن اللي صدرت عن دار ميريت و بعتبرها رواية العام في الكتابة الجديدة و قررت اكتب عنها قريب ، و بتمنى تاخد حقها خصوصا ان صاحبها مش قاهري و لا من سكان القاهرة ، .. يعني ما يقدرش يخللي الناس تشوفه إلا من خلال إبداعه بس


أنا مش من عادتي في البلوج أتكلم عن الحياة الثقافية كتير و لا عن همومي و مشاغلي و نشاطي فيها .. لكن شايف ان من واجبي انهارده أدعو كل المهتمين بالأدب لقراءة هذا الملف المهم .. علشان يتعرفو على كتابة جديدة بتتولد في مصر .. و مش هقول ان الناس هتشوف عباقرة ، لكن هتشوف محاولات تستحق التفاف الجميع حولها، و من خلال الحوارات و الدراسات النقدية بتتكشف جوانب مهمة مش هتكتمل إلا بقراية أعمال أصحابها .. لأني متفق تماما مع صديقتي الكاتبة المبدعة منصورة عز الدين ، اللي أشرفت على الملف اللي احتضنه ( بستان الكتب ) ، و كتبت في تقديمها الموضوعي المحب و المهم ليه : هذه الأصوات تقدم نفسها _ بشكل أو بآخر _ لأول مرة للقارئ ، ........و سوف نصحب القارئ ليتعرف عن قرب على هؤلاء الكتاب مع التأكيد على أن هذه ليست محاولة للتنظير للكتابة الجديدة في مصر ، أو لتبني أصوات بعينها في مواجهة أخرى ، إنما فقط مواصلة لما تقوم به الجريدة من لفت الإنتباه إلى الأصوات المميزة في المشهد الأدبي الراهن .. ذلك المشهد الصاخب الذي يحتاج مزيدا من الوقت قبل إصدار أحكام قاطعة بشأنه لأن ملامحه ما تزال في طور التكوين


عموما مش عايز أطول عليكو أكتر من كده ..و بدعوكم لقراءة الملف كاملا في جريدة أخبار الأدب .. أو متابعته على موقع الجريدة على الإنترنت

Saturday, March 24, 2007

سطرين عجبوني

أنا من الذين كلما مشوا
ابتعدت أحلامهم أكثر ..
...................................
الشاعر الجواتيمالي فرناندو آكابال

Friday, March 23, 2007

نهى .. تحكي فوق الرخام

الصديقة الجميلة بيضاء الروح نهى محمود أطلعتني على غلاف روايتها الأولى ( الحكي فوق مربعات الرخام ) التي تصدر قريبا عن دار ميريت . الغلاف بصراحة فتح نفسي _ المفتوحة أصلا _ و حسيت ان قرفته حلوة انشاءالله ، و الفنان الكبير أحمد اللباد _ كعادته عامل فكرة مدهشة و مقدم حالة جميلة ( تسبح) في تفاصيل غلاف الرواية
مبروك يا نهى ، و في انتظار حكي جذاب و ممتع يضيف لمعشر الروائيين و الروائيات صوت مختلف و جديد ، و يورط معشر القراء و القارئات في شخوصه و أحلامه


فرناندو بوتيرو .. المجد للبدانة

طالما أحببت رسوم الكولومبي فرناندو بوتيرو ..لأنه قادر دوما على أن يشعرك بخفة لا نهائية من رسمه لأشد المخلوقات بدانة











هذا البوست مهدى إلى : مخلوف

Saturday, March 17, 2007

الشيطان

فصل من رواية شريعة القطة


هل سمع أحدكم عن أنفاسى اللاهبة المحرقة؟...هل تتخيلون منظر وجهى الشائه المحترق- لملاكٍ مُقعَد - وأظافرى المستطيلة؟
أنا الشيطان الذى تخافون غوايته وتحتاطون لشره.. ولكنى لست كما تتخيلون.. أنا مجرد إسكافى عجوز يرتق النعال ويبش فى وجه زبائنه الذين يجعلونه بلا معنى، فكل زبائنى من الحفاة
أنا حوذى لحصان مسلول، حوذى يعمل خادماً عند حصانه الذى يجوب به العالم ليزرع الشرور ويبث نسباً معلومة منها فى الهواء والماء حتى لا يقتل الناس.. فهو فى النهاية يعادى الموت كما يعادى الله.. ويعشق الحياة.. ألا تعشقون الحياة؟!.. هل عند أحدكم من الشجاعة ما يجعله يعلن أنه يريد أن يموت؟!.. ومن أجل من تموتون يا رعاياى البسطاء؟
..
هل تريدون المزيد؟.. أنا فلاح معروق بذراعين خشنين ووجه لوحته الشمس.. فلاح بسيط فى الخلاء تشققت قدماه وابيضت لحيته من أجل أشخاص آخرين.. وحتى لو كنت قرصاناً.. ما الذى يضيركم فى هذا؟
..مالكم أنتم والأمواج والغرقى وليل البحر القاسى؟ ما الذى يعذبكم فى لون رايتى الأسود، أليس لوناً مثل بقية الألوان؟.. لماذا تموتون فضولاً لنزع القماشة السوداء عن عينى اليسرى المريضة، ماذا تتخيلون أن تروا إذا نزعتموها؟.. هل تظنونها مقبرة أخذت اليها أقاربكم الذين كانت حيواتهم مليئة بالعصيان؟ إنها ليست سوى حدقة تالفة.. بئر مهجورة وخاوية.. لا تأتى سوى بالدموع المالحة التى تعمق أخاديد وجهى
...................................
أنا الشيطان وأنا سعيد بهذا.. فما معنى كلمة شيطان؟.. خمسة حروف لا غير بلا معنى، لا يجروء أكثركم تجديفاً أن يسمى ابنه بها.. أو أن يذكرها بينه وبين نفسه بالسوء.. رغم أننى محض إسكافى عجوز أو حوذى مغلوب على أمره.. فلاح أو قرصان.. لم أكن يوماً ملكاً أو أميراً أو قيصراً.. مجرد شبح وحيد له عين مليئة بالخسارات يسيل منها الماء بسبب وبدون سبب
........................................
شريعة القطة _ دار ميريت
اللوحة للفنان مارك شاجال