Thursday, August 30, 2007

المسافة









قررت أعمل الإختبار على أربعة من أعز أصدقائي هم نائل الطوخي و أحمد العايدي و محمد حماد و باسم شرف، أنا دلوقت بتكلم عن المسافة بين الصورة الفنية ـ و طبعا واضح ان الأربع صور فيهم قصدية التصوير ـ و الوجه الحقيقي بانفعالاته . اللي خلاني أفكر في ده موقف قابلته من كام يوم على قهوة التكعيبة ، واحد يعرفني إسماً ، و علاقته بشكلي مبنية على صورتي في البلوج . طول ماهو قاعد معايا كان بيتأمل وشي .. و فجأة قاللي : انت أبسط من صورتك بكتير . سألته يقصد ايه فقاللي ان الصورة توحي بحاجات مش في شخصيتي .. فقعدت اكلمه في الموضوع اللي بكتبه دلوقت . بعد شوية جه باسم و حماد و العايدي .. و لاحظت انه بيتأملهم بنفس الطريقة .. كان مستغرب من الناس اللي قاعدة ،بتنكت و ترمي افيهات رغم انهم في الصور بلا ابتسامات و مايبانش عليهم خفة الدم
الصورة بتشكل صورتنا عند الناس ..و صورتهم عندنا .. و للأسف ، مش كل واحد بتيجي فرصة انك تقابله علشان يتأكد من المسافة الضرورية دي.. و بتفضل فكرة ناس كتير عنك هي الكارت المتقن ، اللي انت فيه ظابط انفعالاتك ، و محدد زاوية الكاميرا ، و شكل النور و الضل على ملامحك ، و تعبيرك المحايد .. كإنك في لاوعيك مش عايز الناس تعرف انت مين .. عايز تحافظ على مساحة الحياد الضرورية اللي تحميك من المتطفلين و اللي تخليك عايش جوة صَدَفة رقيقة صعب عيون الناس تعرف عن اللي جواها شيء غير اللي انت عايزهم يعرفوه

Wednesday, August 29, 2007

أنا قلبي مواصلات عامة

أنا عشت قصص حب كتير قوي في المواصلات العامة ، بتلعب دور البطولة فيها أحلام اليقظة و القلب الخالي لشخصين وحيدين في زحام عربة مترو أو جلبة ميكروباص .على فكرة البنت اللي مش مرتبطة بيبان عليها ، حتى لو كانت لابسة دبلة
صحيح ان قصص الحب دي بتكون قصيرة و مافيش واحدة فيها كملت ساعة لكن ليها طعم غريب.. بتعمل انتعاشة كده للقلب زي ماتكون ماسج مكثف لكن فيه كل الداتا المهمة .الشيء المحبط ان الحاجات دي ما بتدخلش أبداً في التاريخ الرسمي للحب .. بتفضل حاجة كده على هامش قلبك و بتقف على حدود ذكرياتك زي ضيف خجول مالوش مكان عندك
أحيانا بيبقى الحب من طرف واحد هو أنا ، أو البنت ، و ساعات بيحصل التوافق المطلوب بين الطرفين .. من الابتسامة ، للمسة الإيد اللي مش مقصودة ـ مع إنها مقصودة ـ و اللي بيتم التعقيب عليها بابتسامة خجولة محترمة مني تليق بمواطن شريف ، مصحوبة بكلمة سوري .. بيتم الرد عليها بابتسامة بريئة لفتاة محترمة ممكن تفرط في أي حاجة إلا إيدها ، مصحوبة بكلمة ولا يهمك
على فكرة الموضوع بيكون فيه شيء حقيقي ،حاجة كده من ألق الصدفة و حتميتها و سؤالها الصعب . أنا مش بتكلم عن معاكسة ، لكن لحظة وجودية عميقة : بنت ملفتة ، ملامحها بتحرك شيء جوايا ..بنت لو بشوفها كل يوم أكيد هتبقى بينا علاقة .. لكن القدر قرر إنها تكون كائن عابر في حياتي ، أشوفه مرة يتيمة في العمر ، أتمناه لدقايق ، و بعدها واحد فينا يودع التاني و ينزل في محطته لإنه صعب يضحي و يفضل قاعد علشان خاطر حد مش هيشوفه تاني .بحس وقتها بحسرة و بعيش لحظة وداع كاملة .. بفضل اتابع البنت بعيني لغاية ما تبقى سلويت بعيد ، داكن و شبحي ، في زحام المدينة اللي بيتساوى فيه كل شيء
كل فترة أعيش قصة حب من النوع ده .. أتمنى إنسانة راكبة جنبي ، و اعمل أي حجة علشان أسمع صوتها .. لإنى مقتنع بما لا يقبل الجدل ان قلب البنت بيعيش في نبرتها
من فترة خلقت لنفسي أسطورة ذاتية : لو عجبتني بنت قوي و نزلت معايا في نفس المحطة يبقى هيكون بينا حاجة حقيقية .. في اللحظة دي ممكن أكلمها و انا واثق ان النتيجة هتكون لصالحي .. لكن للأسف ، الأسطورة دي ماتحققتش أبدا .. لازم حد فينا ينزل قبل التاني ، و لو بمحطة واحدة .. و يسيبه يتيم، في انتظار محطته

Saturday, August 25, 2007

حكاية رجل عجوز بلا ذكريات

تمنيت دائما أن أكتب قصة عن رجل عجوز بلا ذكريات . رجل تجاوز التسعين من عمره مثلا و لكن حياته مثل ورقة بيضاء .. لم يعش قصة حب ، لم يخض حربا ، لم يمش في شارع مظلم و لم يخنه صديق . إنه حتى لم يدخن ذات يوم و لم يوقظه صراخ طفل . الرجل يفكر في حياته .. و يحسد أقرانه العجائز أصحاب الذكريات المديدة ، فيقرر أن يصاحب الأطفال لأنهم مثله .. و لكنه يفاجأ بأنهم يطلبون منه حكايات من ماضيه مقابل أن يقبلوه صديقا .. فيضطر لتأليف حكايات لم يعشها .. و تنتشر حكاياته بعد فترة .. تصير مقنعة أكثر من ذكريات الناس الواقعية و أشد إثارة . يمضي في لعبته أكثر .. يقترب منه العجائز أيضا لسماع ماضيه المزيف .. و السيدات .. و الرجال الأقوياء .. و يأتي رجل من خارج البلدة، مؤرخ شاب ، ليكتب تاريخها فلا يجد خيرا منه ليسطر التاريخ من فمه . يطبعه المؤرخ في كتاب . يصير هذا هو التاريخ الرسمي للبلدة ، الذي هو جزء من التاريخ الرسمي للعالم ، الذي حكاه بالتأكيد أشخاص بلا ذكريات . يحاول الناس بعد فترة إقناع المؤرخين و السلطات بأن كل ما حدث كان كذبة و لكنهم يديرون لهم ظهورهم ، فقد كُتِب التاريخ و انتهى الأمر .تزيد الاعتراضات و يتعرض المشككون للإعدام و يزج بهم في المعتقلات .. يخاف الباقون فيسلمون بأن هذا هو التاريخ .. هذه هي ذاكرة العالم و كل ما عداها هراء . ثم تأتي أجيال جديدة لا تعرف شيئا مما حدث ، يكون الرجل قد مات و صار نبيا .. مكان ميتته تحول إلى مزار مقدس يؤمه الجميع من كل أنحاء العالم . و لا يعرف أحد أنه لا يزال يحسد في ميتته أقرانه الذين ماتوا أيضا .. لأنهم كانوا يملكون ذكريات حقيقية في الوقت الذي صنع هو فيه بخياله تاريخا مختَلَقا ... و يتندر على الدنيا ، الغرورة التي منحته قداسة لمجرد أنه أجاد الكذب على حفنة أطفال .. بعد أن أدار الجميع ظهورهم له

Thursday, August 23, 2007

Monday, August 20, 2007

أجمل سطر حُب قريته في حياتي

يا ريتني أعمى .. أشربِِك باللمس
...............
فؤاد حداد

Tuesday, August 14, 2007

عيد ميلادي


اترددت كتير في الكتابة عن عيد ميلادي و اللي كان أول امبارح
خلاص بقى عندي 30 سنة بالتمام والكمال
ودعت العشرينيات للأبد
بالمناسبة دي إحب أوجه الشكر لبرج الأسد العزيز اللي منحني صفات كويسة بعتز بيها
وصفات سيئة بعتز بيها برضه
أنا الساخن الناري الملتهب المتقلب
اللي بصحى كل يوم وانا بسأل نفسي ايه الصح و ايه الغلط كإني ماعرفتش عن الدنيا حاجة
...........
عندي دلوقت 30 سنة
حاجة غريبة مش كدة؟
يالله اهي كلها أيام و بنعيشها
قشطة
(: