Tuesday, October 31, 2006

ذاكرة الخواء
منذ عدة أيام , و بينما أقوم بمراجعة سريعة لذاكرة الأرقام في هاتفي المحمول .. استوقفني رقم بلا اسم يدل عليه . كدت أن أمسحه فورا , خاصة و أن الذاكرة كانت مكتظة و لابد من استبعاد الأرقام الأقل أهمية . غير أنني فجأة اكتشفت أن هذا الرقم يخص الفتاة التي كانت ذات يوم حبيبتي , و أنني قد احتفظت به منذ انفصالنا على هذا النحو : مجرد جثة رقمية بلا عنوان , بلا لافتة تشير إليه أو تدل عليه . و فكرت : كيف تحول كائن كامل , بأنفاسه و أشواقه .. بلحمه و دمه .. بأحلامه و آماله إلى مجرد رقم منسي في ذاكرة معدنية باردة , كيف نام هكذا في مساحة افتراضية يتيمة قانعا بهامشه الضيق ؟؟ و أي ذاكرة في الوجود تحملنا جميعا كمجرد أرقام تخرج في لحظة تاركة مكانها لأرقام جديدة..تفقد أسماءها و يصير أملها الوحيد أن تحظى بالترحم تحت التراب ؟؟
لم أقو على حذف الرقم .. رغم أنني اكتشفت أنني لا زلت أحفظه عن ظهر قلب..و لم أعد اليه رغم ذلك اسمه المفقود..و تذكرت عبارة قرأتها ذات يوم و نسيت صاحبها : انك تعرف الاسم الذي ينادونك به , ولكنك لا تعرف الاسم الذي هو لك
تركته ينام من جديد تحت ثرى جهازي المصمت , و اكتشفت بينما أستكمل جولتي أنني أحتفظ أيضا بأسماء بلا أرقام!! و بأسماء متشابهة بلا ألقاب عجزت عن التفريق بينها ..و بأسماء اختصرت في رموز نسيت بالأساس الى من تشير..و خفت من الغاء أي منها أيضا
أخيرا قلت لنفسي : يا عم سيبهم عايشين..قبل أن أهمهم : ما الدنيا إلا ( موبايل ) كبييييير

13 comments:

AZ said...

تخيل انت لو محفظتك ضاعت هتعمل ايه؟؟؟ اغلب الناس اما محافظهم بتضيع بيكتشفوا انهم شويه ورق.. البطاقه... كارنيه النقابه.. كارنيه المشعارف ايه.... ورق الايه.. البنى آدم بقى شويه ورق على رقم موبايل وايمايل وحديثا بقى بلوج كمان لزوم القيافه... وبقينا فى نظر الحكومه شويه ارقام.. احنا ما بقيناش بنى ادمين.. بقينا رقم قومى.. زى عصابه القناع الاسود بتوع مدينة البط... اين انت يا ميه سته وعشرين

طارق إمام said...

az
معاكي حق تماما
الإنسان يختصر في النهاية إلى حفنة أشياء تبقى بعد رحيله
لقد ذكرتني بنص نشرته منذ فترة في مجلة ( العربي ) اسمه أشياء باقية و سأعيد نشره في البلوج
من ناحية أخري شكرا على البوست البديع الذي استعنت فيه بكلماتي .. يا سلام .. أنا بقيت مرجع يا جدعان..متشكر فعلا
أخيرا .. أنا متغاظ لأني مش عارف أعلق على شغلك في بلوجك
عموما ايميلك معي الآن

mostafa said...

لا جديد في فكرة الأرقام يا عزيزي سوف أخبرك بما فعله التليفزيون بالنسبة للارقام هل تتعجب من كون أن حبيبتك القديمه أصبحت رقم ؟
هل قفز براسك سؤال محرج من قبل كيف تحولت قضية مثل قضية فلسطين لمجرد رقم؟ اصبحت انا وانت والكل يتعامل معها كمجرد رقم وخد عندك
مقتل ( .....) شاب وطفل هذه النقط التي بين القوسين إما أنها كبيره أو قليله وعلي أثرها يتحدد الانفعال ( الهادئ ) يـــــــــــاه سبعتاشر ؟ تسعتاشر عشرين؟ وهكذا تحولت دوله باكملها لمجرد رقم دون أن تسأل نفسك أن هذا الرقم هو انا أو انت أو أخوك أو ابوك أو عمك أو أختك أو حبيبتك

كراكيب نـهـى مـحمود said...

العزيز طارق - موضوع عامل نفسه بسيط وهو حكاية غرقانه شجن وتأمل
تعرف الفكرة اننا لما نفارق حد غالي عندنا بيوجعنا اوي تصريفات القدر السريعه بتاعت الوداع
بنحب نسيب ارقام تليفون - هدية صورة وبعد شوية الزمن بيخفف من حدة الفراق ونقدر نتخلص منها او نشيلها في صندوق بعيد
لما ماما توفت من كام شهر فضلت معلقه هدومها في دولابي فضلت بمارس نفس الطقوس اللي بيني وبينها من غير ما اعرف اواجه نفسي انها مش موجوده
فكرة تخلصنا من البشر مع كل ما يربطنا بيهم في لحظة واحدة موضوع صعب وموجع اوي
علشان كده بناخد نفسنا وقلوبنا واحدة واحدة تحياتي على البوست الجميل ده

باسم شرف said...

بوست حلو ياطاروووق
مسكينة الارقام ننهش في جسدها وكأنها تدرك مانفعله بها الان .. موبايل الشخص الذي يتركنا ويسير هو بمثابة روح حادة تجرح كلما لامستها ..
طارق انت بتعرف تكتب عن الاشياء بحيوتيها ..

علي فكرة كلام كراكيب وجعني قوي وعلم فيا .. خايف من اللي هيحصل ..

طارق إمام said...

mostafa
معاك حق طبعا .. لكن يمكن تكون متفق معايا ان اللحظة الخاصة جدا ممكن تكون مفتاح للشعور بالموقف العام أو الحدث الأكبر..ممكن يكون اللي كتبته مافيهوش جديد لكن صدقني لحظة وقوعه كان غريب لأنه يخصني جدا

كراكيب

أقول ايه ؟ اللي لنتي كاتباه نص موازي
بديع و شجي و عميق
أنا معجب بأسلوبك , يجمع بين العفوية ونضج

باسم
قصيدة كثيفة
شكرا يا جمييييل

كراكيب نـهـى مـحمود said...

شكرا يا طارق
بس ياه نص موازي للجمال اللي انت كاتبه متشكره بجد
نسيت اقولك ان لاعنوان بجد عبقري ذاكرة الخواء
انا بيستهويني العدم في كتاباتي بس اول مرة اصطدم مع مفرده خواء موظفه كده
بجد بجد بوست جميل

^ H@fSS@^ said...

تصدق نفس الموضوع بنفس حذافيره حصل معايا
بس تعبيرك عنه كان حلو و حزين

الادهي و الامر ان الموبايلات مسحت الذاكرة من عندنا بالمرة
قبل ما يكون عندي موبايل كنت احفظ اي رقم زي الفريرة
لكن دلوقتي كويس اعرف انا بكلم مين اساسا

تحياتي
البلوج كله ظريف

makhlouf said...

الناس سواسيه على شريحه الموبايل
أسم و رقم
وكلهم معرضين لل..........Delete

شيمـــــاء said...

ياعم سيبهم عايشين
عجبنى التعبير ده اوى
بس الاهم
انت قلت تسبهم عايشين على الموبايل كارقام ولا عايشين جواك

ده الفرق
بوست يملأ الشجن ويفجر الكثير من تفاصيل داخلية داخل البنى ادم

Anonymous said...

انا اصلا بكره الموبيل بس هو مهم انا من رأي ان البني أدمين عباره عن صور صور قديمه وجديده صوره ديجيتال و صور ابيض وأسود او صوره مرسومه بخط الأيد رسمها فنان او طفل كان بيشخبط في كراسته لما كان زهقان

Anonymous said...

زمان كان الراجل يعرف من مواقفه الصادقه ورسالته فى الحياه دلوقتى بقينا شويه ورق وارقام وكلام وتصريحات وندوان ومؤتمرات كتتتتتير نتائجها برضه ارقااااااام كتير وكله هباءا وعلى الفاضى مجرد غزعبلات الشخصيات المريضه نفسيا بس نصيحتى ملوش لزوم تحتفظ بالارقام وكفايه الذكرى الحلوه فهى اقيم

Anonymous said...

الانسان اصلا ذكريات الواحد لو كان فى علاقه طبيعى انو يحس هذا الشخص كل حياتو لكن اول مايختلفو وكل واحد بيمشى فى حالو مش حتس زى زمان انك مش قادر تعيش من غيرو والحاجات دى يعنى واكبر دليل انك البنت الى كنت على علاقه معاها اتحولت من شخص الى رقم كنت عايز تمحيه ودى سنة الحياه ناس تصبح ذكريات لا اكثر (مئه عام من العزله(