Sunday, February 11, 2007

أسطورة الحب


يقال إن الله خلق الحب في صورة فتى جميل ، له عينان ملونتان جمعتا بين زرقة الأنهار و خضرة الأشجار ، ثم أنزله إلى الأرض . و لكن الحب لم يستمتع بسكينته كثيرا .. إذ جاء( الجنون) في إحدى نوبات غضبه و هياجه صانعا عاصفة رهيبة ، و في ذروة هياجه فقأ الجنون عيني الحب المسكين فأفقده بصره و قضى على جمال عينيه
! هكذا صار الحب منذ هذه اللحظة أعمى إلى الأبد
راح الحب يبكي حزينا محسورا .. و بعد أن هدأ ( الجنون ) نظر إليه ، و أحس بالندم الشديد على فعلته ، و أراد أن يكفر عنها .. فقرر أن يقضي بقية حياته مرافقا للحب ، يقوده و يوجهه
! و من يومها صار الجنون قرينا للحب
...................................
ثم جاءت ( الغيرة ) .. كانت امرأة قبيحة سوداء الجسد ممزقة الملابس ، شعرها مهوش و أبيض كالقطن . لها عين واحدة في منتصف وجهها لا ترى بها إلا أقرب الأشياء المواجهة لها ، و لا تستطيع النظر يمينا أو يسارا
ذهبت الغيرة إلى الحب الأعمى و صديقه الجنون ، قالت لهما : أنا وحيدة بلا رفقة .. اصحباني معكما في طريقكما ، فسأكون ذات فائدة لكما في مهمتكما الصعبة
نظر لها الحب و الجنون بتشكك ، و لكنها أكملت : سأربط القلوب إلى بعضها بنار لا تخمد
قال الحب : قد تشعل النار القلوب نفسها فتحرق كل شيء
و قال الجنون : و قد تخمد تماما فجأة فيزول الحب
قالت الغيرة : و لكنكما بدوني لن تفعلا شيئا .. جرباني
هكذا رافقت الغيرة الحب و الجنون و صارت تتحرك معهما أينما ذهبا
شاعرة بالمتنان ، أخرجت الغيرة من جعبتها قطعة زجاج مصقولة ، و منحتها للحب قائلة : هذه مرآتك ، التي سترى عبرها الأشياء و ستعوضك عن نور عينيك .. وجه إياها تجاه ما تريد و ستراه ليس مثلما يراه الجميع
تلقى الحب الهدية شاكرا ممتنا ، و نظر فيها .. و لدهشته وجد نفسه يبصر .. و بانت أمامه الغيرة امرأة شابة جميلة ، متناسقة القوام . وجهها أبيض كالصباح و شعرها ناعم كحلكة الليل ينسدل على ظهرها . وقع الحب في غرامها من أول نظرة و قرر أن يتزوجها
اندهش الجنون .. و حذره بأن كل ما رآه في المرآة كذب ، و قال له : إنها مرآة عمياء مثلك .. و لكن الحب لم يصدقه
أصر على موقفه و تزوج الغيرة .. و هكذا صارت مرآة الحب العمياء هي مرآة جميع المحبين من بعده
...............................
مرت أسابيع و شهور .. كان انتفاخ بطن الغيرة يزداد يوما بعد يوم ، و وهنها يزداد و تقل قدرتها على الحركة ، حتى جاءت ليلة حالكة السواد غزيرة المطر راحت تصرخ فيها بأعلى صوتها. مع أول خيوط الفجر كانت آهاتها قد خمدت و قد وضعت طفلا . كان يشبهها كثيرا و لكنه كان بلا ملامح على الإطلاق . كان وجهه صفحة معتمة بلا عينين أو أنف أو فم ، و لم تكن له أذنان ، أما جسده فقد كان في لون الدماء
خاف الجنون و أصابه الذعر حين رآه .. و لكن الحب أخرج مرآته و رآه فيها طفلا جميلا .. بل أشد جمالا من أمه .. و كان حجم الطفل يزداد بطريقة مرعبة يوما بعد يوم دون أن يدركوا تفسيرا لذلك
هكذا ولد ( الشك ) من رحم الغيرة .. كائنا لا يرى و لا يسمع .. و يتضخم بمرور الأيام عليه
....................................
بعد أيام أدركهم التعب .. وكانت بيوت الناس قد اقتربت
كانت ليلة باردة ناموا فيها جميعا متلاصقين ، و في الصباح التالي كانوا قد اختفوا ، و انصهروا جميعا في جسد واحد : كائن لا يستطيع أحد تحديد عمره ، يبدو طفلا صغيرا بقدر ما يبدو شيخا طاعنا .. يبدو سعيدا و معذبا .. وديعا و شرسا .. جريئا و جبانا ... كائن غامض مليء بكل التناقضات
.......................
هكذا استيقظ الحب ذات صباح و قد صار يحمل بداخله هوس الجنون و نار الغيرة و جحيم الشك ، و مضى ليبدأ رحلته بين قلوب البشر

30 comments:

AZ said...

:)

Anonymous said...

رغم انها أقرب للحقيقة

تبقى أسطوره


:)

abdallah ahmed , عبدالله احمد said...

اللـــــــــــــــــــــــــــه

Anonymous said...

مش عارف اقول ايه بجد راااااااااااائعة

عباس العبد said...

جميلة جدا

شيمـــــاء said...

ليا صديق قالى مرة ان ليه استاذ زمان قاله ان الكاتب المبدع هو من يلوى اعناق الحروف فيخرج منها بدل آهات الوجع ..يخرج آهات التعجب .. آهات تثير مخيلة القارئ انه يقدر يتأمل و يفكر
وانت مبدع من الناحية دى يا طارق

بس هل ترى للحب مجالا من غير رفيقة و زوجته وولده

لو احسن الرفقة و احسن تأديب ولده و تفادى كلمات زوجته ... لأصبح الحب فى اجمل حالاته

تحياتى على القصة الجميلة

Anonymous said...

انت بتاع عيال ياعمو

Anonymous said...

أثبتت دراسة علمية جديدة أجراها العلماء في كلية لندن الجامعية أن الأشخاص الذين يقعون في الحب ليسوا عمياناً بل ولا يفكرون..!!
فقد تبين بعد إجراء عدد من المسوحات الدماغية باستخدام التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي لعدد من المحبين عند عرض صور أحبائهم أو أصدقائهم, أن الأشخاص الواقعين في الحب أظهروا نشاطاً أقل في أجزاء الدماغ التي تتحكم في التفكير وتسيطر على المزاج, بينما تركز أكثر النشاط في المناطق الدماغية المسؤولة عن العواطف والأحاسيس والمشاعر عند مشاهدة صور الأحبة.‏
ووجد الباحثون أن الحب ينشط مناطق دماغية قليلة وصغيرة جداً, على عكس الاعتقاد السائد بأنه يوثر على أجزاء أكبر وذات مسؤوليات أكثر.‏
واستندت الدراسة التي عرضت في اجتماع الفيدرالية الأوروبية للعلوم العصبية على متابعة الحالات العاطفية والمسوحات الدماغية ل 17 متطوعاً, 11 من الاناث و6 من الذكور, في العشرينات من العمر, ممن وصفوا أنفسهم بأنهم واقعين في حب حقيقي وجارف بعد عرض مجموعة من صور أحبائهم عليهم وصور أخرى لأصدقائهم المقربين.‏
وأظهرت النتائج أن الحب نشط أجزاء الدماغ المسؤولة عن الحدس والبديهة والشعور باضطرابات المعدة والاستجابات الدوائية, ولكنه ثبط نشاط المناطق المسؤولة عن التفكير والادراك.‏
وقال الخبراء أن هذه الدراسة تؤكد بصورة قطعية أن الحب هو أحد وظائف الدماغ وتعطي تفسيراً معقولاً للسبب الذي يكمن وراء التصرفات الغبية والحمقاء للمحبين الذين لا يستطيعون الحكم جيداً على الأشياء بسبب ضعف نشاط المنطقة الدماغية المسؤولة عن ذلك.‏
وإذا كان الحب يعطل تفكير الانسان يرى الباحثون أن من المستحسن عدم الوقوع في الحب إذا كنت طالباً أو معلماً أو محاضراً جامعياً أو عالماً.. ده تفسير علمي بس تعرف التفسير الادبي اقنعني اكتر بس الغيرة زي التوابل بالاكل لو زادت يبوظ ولو قلت يبقى مالوش طعم ده حاجة بامر الحب وعمره مش امري بالحظ يعني سلام على فكرة انت ارقى كاتب قريت ليه ‏

Anonymous said...

* الحب كالقمر له وجهان: الغيرة هي الوجه المظلم. * الذين أحبوا بقوة ، لم يحبوا من أول نظرة . * الحب ليس أعمى ولكنه مصاب ببعد النظر فهو لا يدرك الأخطاء إلا عندما يبتعد.* بالقلب نحب .. وبالعقل نكره .. بالاثنين نصاب بالجنون. * عندما نريد الحب* لا يجيء ، وعندما يجيء لا نريده
* ا* يبلغ الحب القمة . . متى تنازلت المرأة عن عنادها، والرجل عن كبريائه .لحب الذي ينتهي ليس حباً حقيقياً. * في الليل وفي الحب يصاب الناس بعمى الألوان.

* في الحب خطابات نبعث بها وأخرى نمزقها وأجمل الخطابات هي التي لا نكتبها.
لقيتها كلمات مناسبة لكلماتك الساحرة انا لما احكي يا كده كتيير بثرثر او ما بحكيش شكرا بجد

Anonymous said...

الحب حلو الصراحة !!

Anonymous said...

Love and Madness

A long time ago, before the world was created and humans set foot on it for
the first time, virtues and vices floated around and were bored, not
knowing what to do. One day, all the vices and virtues were gathered
together and were more bored than ever.

Suddenly, Ingenious came up with an idea: "Let's play hide and seek!"

All of them liked the idea and immediately Madness shouted: "I want to
count, I want to count!" And since nobody was crazy enough to want to seek
Madness, all the others agreed. Madness leaned against a tree and started to
count: "One, two, three..."

As Madness counted, the vices and virtues went hiding. Tenderness hung
itself on the horn of the moon, Treason hid in a pile of garbage. Fondness
curled up between the clouds and Passion went to the centre of the earth.
Lie said that it would hide under a stone, but hid at the bottom of the
lake, whilst Avarice entered a sack that he ended up breaking.

And Madness continued to count: "... seventy nine, eighty, eighty
one..."

By this time, all the vices and virtues were already hidden - except
Love. For undecided as Love is, he could not decide where to hide. And this
should not surprise us, because we all know how difficult it is to hide
Love.

Madness: "...ninety five, ninety six, ninety seven..." Just when Madness
got to one hundred, Love jumped into a rose bush where he hid. And Madness
turned around and shouted: "I'm coming, I'm coming!"

As Madness turned around, Laziness was the first to be found, because
Laziness had no energy to hide.

Then he spotted Tenderness in the horn of the moon, Lie at the bottom of
the lake and Passion at the centre of the earth.

One by one, Madness found them all - except Love. Madness was getting
desperate, unable to find Love.

Envious of Love, Envy whispered to Madness:

"You only need to find Love, and Love is hiding in the rose bush."

Madness grabbed a wooden pitch fork and stabbed wildly at the rose bush.
Madness stabbed and stabbed until a heartbreaking cry made him stop.

Love appeared from the rose bush, covering his face with his hands.

Between his fingers ran two trickles of blood from his eyes.

Madness, so anxious to find Love, had stabbed out Love's eyes with a
pitchfork. "What have I done! What have I done!" Madness shouted.
"I have left you blind! How can I repair it?"

And Love answered: "You cannot repair my eyes.
But if you want to do something for me, you can be my guide."

And so it came about that from that day on, Love is blind and is always
accompanied by Madness


By the way yours is more reasonable for me than this am waiting to read more of these lovely words ... maybe am human

Anonymous said...

صعبة قوى
):
اسطوره الحب دى
!!!!!!!!
بس فعلاالحب كائن غامض ملىء بكل التناقضات

Anonymous said...

الاسطورة حلوة اوي واقرب ما تكون للواقع
بس التضحية في الحب
رايك انها تندرج تحت الجنون؟؟؟؟


برجاء التوضيح

Anonymous said...

هو ده الحب بمعناه الحقيقي......مش
حاحاول اعرف له معني بعد الوصف الرائع ده بس انا عايز اعرف معني للكره
انا مش معقد بس عيز اعرف معناه منك
احمد وائل

Anonymous said...

هل تراك يا صانع تلك الكلمات أحببت من قبل ؟
و هل فكرت في حبك القديم الذي رأيت انكساره بعينيك أم انتقلت كعادتك الى أنثى أخرى لتمارس أسطورة جديدة
أعرف كل ما تفعله , فابحث عن الخائن في أصدقاءك
وهنيئا لك يا صانع اللحظات السوداء

Dananeer said...

بحب اوى حدوته الحب دى

حلوه يا طارق

Anonymous said...

دى اسطوره تجسد عذاب الحب وليس لذه الحب ...... بس برضه جميله ومعبره جدا لدرجه انى تخيلت انى عايشه مع الاربع كائنات دول

mahmoud said...

تحفه تحفه تحفه
بجد بسقفلك

أحمد said...

بوست حكابة بجد .. روعة

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.
محمد عز الدين said...

كل الأساطير من صنع البشر
لا أعلم حقا إن كنت من صانعيها
أم أنك فقط تزيل الغبار من عليها
على أى حال
الحب
تأباه أحيانا
وتسعى إليه دائما

Mony The Angel said...

wooooooooooooooooooooooooooooooooow bgad :)
ana awel mara a2raaha kamla :)
bgad t3a2ad (wa7da btsa2af)

LAMIA MAHMOUD said...

اروع تخيل قرأته للحب


الحب يجعلنا نبالغ في قيمة من نعرف والغيرة تجعلنا نبالغ في قيمة من لا نعرف

Anonymous said...

الاستاذ الكبير طارق إمام
أجمل و أكبر كاتب قصة في مصر
بجد مش عارف أقولك ايه
انت حقيقي كاتب هايل و متميز جدا
انا الحقيقة قريتلك كاتب "شريعة القطة" فقط
و كان اكتر من هايل
و انا الحقيقة شايفك كتاب متميز جدا و عندك اسلوب خاص بيك لوحدك مشوفتوش في حد قبل كده من كتاب جيلك او حتى الكتاب الكبار الي سبقوك
انا معجب بيك جدا و يارب دايماً في ازدهار و تواصل
على فكرة انا مصري و عايش في اسبانيا و متابع مدونتك من هناك و مبسوط بيها جدا
و يسعدني بجد اني ابعتلك دعوة لزيارة اسبانيا و فرصة نتعرف اتعرف على طارق امام الكاتب و الانسان
اتمنى تقبل دعوتي المتواضعة
و في انتظار ردك

Anonymous said...

tarooooka elamar
ana bgd bamooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooot fik
enta amar we 3asool 7'ales
sowarak begad 7elwa mooooooooooooooot wenta begad cute mooot mooot mooooooooooooooooooot we fotogenek awy
3ala fekra
lazem temasel msh bas tekteb lel-cinema wel-television
weshak begad mo3aber gedan

mahmoud said...

لا حول ولا قوة الا بالله
عليك العوض يا رب
يا جماعه انا اتنشلت و عايز الم حق التذكره اللى هرجع بيها بلدنا

We2am said...

OH MY GOD! :S
صعب اوي يا طارق مش كده..
عموما..في كثير من الصواب :)

طارق إمام said...

az
((::
..................................
نوران
الأسطورة دائما تحوي أشد المعاني واقعية داخل أكثر أنماط الحكي شططا و خيالا
متشكر جدا
ماتقطعيش الزيارة
..................................
حبيبي عبدالله
الله عليك يا فنان
..................................
باهر الجميل
اللللللللللللللف شكر
انت الأروع
.................................
عباس العبد
متشكر جدددا
.................................
شيماء
طب اقول ايه
شوفي .. أنا حسميكي صاحبة الكومينتات الذكية
(:
................................
المجهول
فرحان برأيك و برصدك الدقيق
بس كنا عايزين نعرف اسمك
عموما متشكر جدا
.................................
المجهول
تعليق خلاب و الله
...................................
قنديل
غفر الله لنا و لكم
..................................

Anonymous said...

حلو قوى خيالك بس أنا شايفه أن فيه فرق كبير بين الغيرة والشك، فرق بين انك تخاف على شخص وبين أنك تخاف من شخص، أفتكر لو أنك بتحب حد وتحولت غيرتك لشك يبقى أكيد الحب هيموت مع الوقت

Anonymous said...

سلام
من سنين طويلة
لم تصدقني
الآن
الآن فقط يا عزيزي
" السنوات التي مضت
تطل علينا من شرفات السماء باكية"


واحد حبيبك