Saturday, November 18, 2006

شريعة القطة
أمروها أن ترتكب خطأ جسيما , لأن قرارا كان قد صدر بعقابها
تركت لها الحرية في اختيار الجريمة التي ستقترفها شرط أن تكون من الفداحة بحيث يكون العقاب الوحيد الرادع لها هو الموت
قتلت أعزلا كان يدندن بأغنية . نهشت مخالبها في الجزء المتحلرك من صدره و أخرجت القلب يدمي ثم التهمته تاركة الدماء تسيل من فمها , غير أنهم طلبوا منها أن تحاول مرة أخرى لأن جرمها لم يكن من القوة لدرجة أن يكون القصاص هو الموت
.دكت بيوتا على سكانها و شردت أطفالا و قتلت مزيدا من العزل و لكن كل ذلك لم يكن كافيا .. فشنت حروبا و أخفت مدنا كاملة عن الوجود إلى الأبد , خربت حقولا و لوثت بحار العالم و حولت السماء بزفيرها الكاره إلى سقف أسود . وبعد أن أصابها الإجهاد أخبروها بإحباط أن كل ما فعلته لا يكفي حتى لتبقى ليلة واحدة في الحبس
في النهاية قتلت نفسها و لكنهم عنفوها لأن قائمتهم لا تحوي عقابا لهذه الجريمة التي تملك السماء _ فقط _ عقابها
لم تعد تبال بأي شيء لأنها _ بموتها _ أفسدت عليهم كل شيء
. فكروا طويلا , و توصلوا إلى القرار الذي اعتبروه الأكثر صوابا طوال حياتهم . عاقبوها بالطريقة الوحيدة التي يتضاءل أي جرم أمام فداحة ألمها , و تحللت القطة من الرعب .. فقد كانت تعرف أن العذاب سيكون غير محتمل : أعادوها للحياة
..............................................................................
مقطع من رواية ( شريعة القطة ) دار ميريت

4 comments:

باسم شرف said...

طارق

شريعة القطة هي من اهم الرويات اللي نزلت في الفترة اللي فاتت
انت اللي مهتمتش بيها
وعلي الرغم من كده نفذت الطبعة الاولي ولازم تعمل طبعة تانية

واسعي لترجمتها ..

اصابتي من الرب نمطية
وخلودي مقبرتي ..

شريعة القطة .. طارق امام

كراكيب نـهـى مـحمود said...

عن انطباعاتي الاولى عن شريعه القطة التي لازلت أقرا فيها منذ ما يقارب على الاسبوع
انها مبهرة
طارق انا مش عارفه اخلصها لانها مليانه مقاطع عبقرية بيصعب عليا انقل منها لغيرها
العبث المخلوط بالجو اللي شوية اسطور لقطة القطار وسائقه وقطته وابتسامتي مع تاكييد هوسك بمحطات القطار في العمل
انا مع باسم تماما انت لازم تهتم بيها شوية عن كده دي بنتك برضه
تحياتي لاسلوبك الفلسفي الجميل جدا
والى ان انتهي من قراتها للحديث بقية

طارق إمام said...

باسم
ربنا يخليك يا فنان
محبتك على راسي يا صديقي الحقيقي

كراكيب
انا فعلا فرحان جدا انك اشتريتي الرواية
و مستني أسمع رأيك فيها لما تكمليها
شكر متجدد لك

تامر said...

طبعا لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يصلح التعليق على هذا المقطع من الرواية ولا على الرواية كلها إلا بمقطع منها يحمل جزءا من عبقرية تكتنف الرواية وأسطورية تُغرقها:ـ

ـ( بالت القطة على المعلقات في مقهى "خادم الحرمين"، وكان الطيبون مغشيا عليهم. في قطيفة كتبت القطة قصيدة حداثية فضاعت الكسوة في الهواء، وخرج كل الطيبين من المقهى عرايا. )ـ

شكرا يا طارق على هذه الكتابة المبهرة المستفزَّة - بالمعنى الحميد للكلمة - التي بذلتَ جهدا في كتابتها تتضاءل أمامه أي محاولة للمديح