Wednesday, October 22, 2008

في عشق الضربشمساويين (:


من بين الألقاب التي أحملها ، و التي تنتمي جميعها لمهنتي الأدب و الصحافة ،أعتز كثيرا بلقب " راوي ضربة شمس " و الذي اكتسبته من قراء جميلين ، محبين ، بدأ بعضهم بالفعل يشق طريقه الآن في طريق الكتابة . لمن لا يعرف .. ضربة شمس صفحتان أسبوعيتان بجريدة الدستور يشرف عليهما صديقي خالد كساب .. و منذ نحو عام ونصف بدأت أنشر أسبوعيا حكاية لم أتخيل أن تحرز كل هذا النجاح .. و أن يتحول غيابها النادربين وقت للآخر إلى تساؤلات عديدة تنادي بالعودة السريعة . و الحكايات لها قصة .. بدأت بأول حكاية ، و كان اسمها " رجل عجوز بلا ذكريات " كتبتها و لم يكن في ذهني نشرها و لكني أعطيتها لكساب الذي نشرها في الأسبوع التالي مباشرة .. بعدها كتبت حكاية أخرى بعنوان " زوجة الجواهرجي لا تحب الذهب " .. لم أكن أعتقد أني سأستمر و أن ما أكتب سيصير زاوية ثابتة و مادة رئيسية من مواد ضربة شمس .. و لكن كساب ، في الأسبوع الثالث سألني بحميميته و حماسه المعهودين : فين الحكاية الجديدة يا معلم ؟؟ إحكي يا طارق زاد.. و الصيغة أرعبتني بقدر ما أسعدتني ، لأنها تدل على شيء اكتسب صفة الثبات ..و الدوام . هكذا بدأت الحكايات تتوالى .. و تأخذ شكلها ووضعيتها من محبة كساب و إخراج عاليا عبد الرؤوف المميز و ريشة وليد طاهر الساحرة لتصير التزامي الأول و الأهم طيلة عام ونصف .. و الذي أحرص عليه قبل التزامات أخرى وأمنحه مكانه الرئيسي بين مشاغل كثيرة . أما أهم ما في الموضوع .. فهو الضربشمساويون ــ أقصد قراء ضربة شمس ــ الذين منحوا هذه الحكايات جدواها و أشعروني بقيمتها و حملوني مسئولية ألا أتوقف .. لولاهم ما أفلحت كتابتي و لا حماس كساب و لا ريشة وليد ولا اخراج عاليا في جعل " البضاعة " تكتسب قيمة ليست لها أو أن " تزوق " وجهاً كئيبا كالحا . الضربشمساويون نفخوا في هذه الحكايات من روح خيالهم و أحلامهم و شغفهم و إخلاصهم للقراءة فجعلوها تعني شيئاً .. الضربشمساويون بحثوا عني خارج الحكايات فقرأوا كتبي ــ و كان لهم دور فعال في مضاعفة مبيعاتها ــ و بحثوا عن مدونتي ليصيروا من قرائها و أضافوني شاكرين كصديق لهم على الفيس بوك ليعرفوا أخباري .. فعلوا كل ذلك ــ فقط ــ لأنهم أحبوا ما أكتب و لا شيءآخر ..
الضربشمساويون منحوني الصدق الذي كنت أبحث عنه من كل من يقرأ لي حرفا..و صار لي من بينهم أصدقاء حقيقيون تتوطد علاقتي بهم يوماً بعد الآخر .
كم مرة فكرت أن أكتفي ؟ و أقدمت على ذلك ؟ .. ما تعدش .. خاصة في أوقات الانشغال بمشروع كتابة جديد أو مع تراكم تفاصيل الحياة .. لكن الضربشمساويين كانوا لي بمرصاد المحبة على الدوام !! يجذبونني ، يشدونني من جديد لأواصل الحكي و لأكتشف ــ معهم و بهم ــ أن جعبتي لم تنفد كما اعتقدت .. و أن لاشيء أهم من أن أستيقظ صباح الأربعاء ــ موعد الصدور الأسبوعي للدستور ــ على كل أنواع الماسجات و طرق التواصل تناقش و تحاور حكايتي الجديدة .. حتى حبيبتي مروة .. صارت الحكايات شيئا مشتركا في حواراتنا و كلامنا ..
الحكايات لم تعد مجرد مادة أكتبها أسبوعيا بمنطق الحرفة .. لكنها ساحة خيال أحلق من خلالها مع آلاف الضربشمساويين .. شباب يفرح .. يؤكد أن هناك طوال الوقت شيء جميل في قلب هذا الواقع القبيح .. يشعرك أنك لا تزال تملك رسالة و دورا في وقت آمن فيه الكثيرون أن الكاتب صار بلا دور و لا رسالة .. شباب يشعرك أن هناك مسئولية عليك ألا تتخلى عنها أو تدير لها ظهرك
الضربشمساويون هم القراء الذين يتمناهم أي كاتب على وجه الأرض .. أنا لا أبالغ و أعني تماما ما أقول .. شرائح مختلفة ، تضم المثقف و القاريء العادي و محبي الأدب .. متوسط أعمارهم صغير .. ورغم ذلك يبحثون عن القراءة قبل بحثهم عن فيلم خفيف أو أغنية روشة
أملك الآن ما يربو على 60 حكاية .. كل واحدة منها قطعة من خيالي .. أملك بلدة أسطورية بشخصيات و مخلوقات يعرفها الناس .. أملك اكتشافا جديدا بأنني قادر على كتابة عمل إبداعي أسبوعيا ، و ياله من شيء صعب و رهان معجز
كل ذلك صرت أملكه .. لأن هناك فئة اسمها الضربشمساويون .. يقرأون و يحبون و يتقابلون و يمنحون الثقة لأمثالي بإن.. لسه الأغاني ممكنة
(: ..

25 comments:

Anonymous said...

wow, very special, i like it.

آيــة said...

:)

" رجل عجوز بلا ذكريات "

من عاداتي قص أجزائي المفضلة - و التي أراها مميزة جدا - من الجرائد لأحتفظ بها مصنفة و مرتبة عبر الزمن ...

رجل عجوز بلا ذكريات ... وجدتها في أوراقي التي كنت أقلبها قريبا جدا ..

احكي يا طارق زاد ..
لسه الاغاني ممكنة :)

Ghaada said...

ايها العراف طارق امام
لو كنا بندور على حاجه تعملها لانك فعلا تستاهل ده
حكاياتك بتسرق عقولنا قبل قلوبنا
بتاخدنا في سما تانيه ورجلينا لسه في وقعنا

بجد الاسبوع اللي فيه ضربة شمس من غير حكايه جديده من الراوي العراف بيبقى ناقصها كتير

wafaa said...

قائد الضربشمساوية
تستحق كل تقدير واحترام , اذهلتنا بسماء خيالك وحلقنا فيها رغما عن جاذبية ارض الواقع
كل كلمة ترسم صورة وتجعلها واقع خيالى
انحنى لك احتراما على ها العقل المفكر والقلم المبدع

تقبل مرورى
وفاء

Ahmad Hegab said...

مكنتش متخيل فكرة الضربشمساويه الا قريب لما شفت الجروب على الفيس بوك و شفت اد ايه ان مساحه من الحريه عبارة عن صفحتيين فى جرنال ممكن يكون لها هذا القدر من المحبيين و المعجبيين

أكاد احسدك على ما انت فيه الا انه شيء صعب و رهان معجز

مع تحياتى و بالتوفيق

حمادة زيدان said...

طرووووووووووووووق

أجمل في حكاياتك أنها بتقدر تحركني زي ما أنت عاوز ... بحس بكل بطل من أبطالك , بحس بالعوالم المختلفة اللي بتجرجني فيها بمزاجي

حقيقي يا طارق أنا بكون في قمة سعادتي وانا بقرالك تسلم وتسلم دماغك يا بوب

fawest said...

شوفت بقى الحكايات جبتلك بنوته حلوة أسمها مروه
طب متعملها حكاية هى كمان

كلمنى عشان عاوزك فى موضوع ضرورى

Mony The Angel said...

wana wa7da menhom :))

طارق إمام said...

kubota
أشكرك
(:جدا
.............
آية
سعيد بجد انك تحتفظي بشيء كتبته
كلامك فرحني بجد جدا
و لسه الأغاني ممكنة يا جميل
(:
.......................
غادة
ايه كل ده ؟
(:
ربنا يخليكي و كلامك ده بيحملني مسئولية أكبر
يارب اكون دايما عند حسن ظنك

طارق إمام said...

وفاء
قائد الضربشمساويين حتة واحدة ؟ أنا كفاية عليا قوي أحكي للضربشمساويين و معاهم
أنحني لمحبتك احتراما و خجلا
متشكرررر
(:
..........................
أحمد
شكرا لمداخلتك و أتمنى تتواصل مع ضربة شمس بغض النظر عني لإنها ببساطة مساحة حرية حقيقية بين السجون الكتير اللي حوالينا
(:
.............................
حمادة زيدان
ربنا يخليك يا جميل
احنا شركا في الجريمة
(:
و الحكايات دي بنخلقها سوا

طارق إمام said...

فاوست
البنت الجميلة اللي اسمها مروة موجودة في قلبي من قبل الحكايات و هتفضل موجودة من بعد الحكايات
و ماينفعش اكتب عنها حكاية
لإن هي الحكاية كلها
حكايتي
(:
..............................
منة
طبعا انتي واحدة من الضربشمساويين الحقيقيين
مش عاوزة كلام
(:

Anonymous said...

جمهور ضربة شمس موجود من زمان
بس مش لاقي ناس على نفس مستوى جنانه
لدرجة انهم يدهشوه كل اسبوع بشيء جديد

انا اللي باشكرك انت وكل فريق العمل الرائع

Ahmad Abdulatif said...

صديقي العزيز جدا طارق
أنت انسان جميل ومبدع حقيقي وتستحق أن نقرأك .فلتستمر

We2am said...

قشعرت جداً و إتأثرت و عينيا دمعت ،لدرجة انى باكتبلك بالعربي أهو :)
طارق إنت فعلا جزء جميل من الجمهورية دي :)
لا تتخيل إن لسه فيه حكايات ليك من البدايات مجنونة بيها و بافتكرها فى أى وقت و عند اى مناسبة..كل اسبوع ليك عبارة أو اكتر رنانة لازم تفضل موجودة في خلفية الأحداث..
دايماً حتة من الخيال يا طارق :)

طارق إمام said...

مصطفى سمير
الشكر ليك
و فعلا الجنان الإبداعي نعمة مش موجودة عند ناس كتير
............................
أحمد عبد اللطيف
مش عارف اقولك ايه يا أحمد
ربنا يخليك يا مبدع

طارق إمام said...

وئام
كلامك هزني
مش هقول أكتر من كدة
(:
متشكر يا وئام

شادي أصلان said...

طارق
اذا كان الضربشماوييون هم قراء يتمناهم اي كاتب

فانت كاتب يتمناه كل القراء

دمت مبدعا ايها الراوي

معلش جيت متأخر

Anonymous said...

مهما حاولت اوصف شعورى لما شفت كلامك ده مش هتصدق
انت فعلا شىء نادر من الخيال كده يا طارق
لما بقرا حاجة ليك بحس بنفسى بتاخد فى اماكن تانية وعوالم صعب الوصول ليها من غير خيال مبدع جدا زى خيالك
وكل مرة اقول ياترى هيفاجئنى بأيه جديد
وعمرك ما خذلت خيالى ابدا
دايما بتديه اللى بينعشه ويحيه
تحياتى ليك
وشكرا انك اعتبرتنا جزء دافع ليك فى تواصل الحكايات
نجلاء الاباصيرى

طارق إمام said...

الجميل شادي
انت جيت في الوقت المناسب
(:
بجد مش عارف اقولك ايه
فرحان بيك و بصداقتك و بمحبتك و بكتابتك
ربنا يخليك يا شادي

طارق إمام said...

نجلاء الأباصيري
تعليقك ده حكاية في حد ذاته
(:
أشكرك على كل هذه المحبة
و أتمنى اكون فعلا هذا الشخص القادر على التحليق مع الناس
كل الشكر

Unknown said...

جد يا طارق أنا مبسوط عشان أنا واحد من قرائك..إنتا أصلك بتدخلنا فى عالم سحرى كده فيه خيال مفتوح ولا محدود
وبجد حكاياتك جميلة أوى وبتفتح آفاق جديدة أدام الواحد

طارق إمام said...

محمود بلال
رأيك فرحني و أسعدني يا محمود
أصل شعاري : الخيال هو الحل
(:
كل حبي وشكري

Hossam elBamby said...

المحلق في سماء الخيال
الجاعل من الكلمة المكتوبة سهاما تنفذ الي القلب مباشرة
دمت لنا ايها الضربشمساوي الراوي و راوي الضربشمساويين
ولا انقطع فيض اساطيرك و حواديتك و حكاياتك و هب.....
فيه ايه يا عم الفيلم الجاهلي اللي انا عايش فيه ده
ما كان من الاول اقولك يا ابو طارق انت راجل بيييس جدا
تحياتي يا ممتعنا
حسام البمبي

شادى زلط said...

احد اخواتى الكبار اللى اتشرفت بجد بمعرفتهم عن طريق اسطورتنا ضربة شمس

الراوى بحنكة وتفرد ، المتجدد دوما ، المتألق بين متألقين ، المتأنق بأجنحة خياله بين محلقين

العظيم طارق

حضن كبير
بس
ماعنديش حاجة ادفى من كده
تسلم

شادى زلط

Anonymous said...

اتت يا طارق من اجمل من قرات لة انت تذكرنى بعرق السرد العظيم ماركيز كافكا والتراث الرائع لمؤلف الف ليلة و ليلة-المجهول-العظيم
اميمة