



الصديقة الجميلة بيضاء الروح نهى محمود أطلعتني على غلاف روايتها الأولى ( الحكي فوق مربعات الرخام ) التي تصدر قريبا عن دار ميريت . الغلاف بصراحة فتح نفسي _ المفتوحة أصلا _ و حسيت ان قرفته حلوة انشاءالله ، و الفنان الكبير أحمد اللباد _ كعادته عامل فكرة مدهشة و مقدم حالة جميلة ( تسبح) في تفاصيل غلاف الرواية
لست معصوما ، وفي الوقت ذاته لا أضمن نجاتي ، رغم أني أعرف أنني لا أخضع لأفكار الحياة و الموت .. غير أني قد أصاب ، و يمكن أن تنز مني الدماء .. و مثل هذه الأشياء هي قمة الألم لكائن لا يموت
أنا جميل بالطبع .. رغم أنني لا أرى في القبح سوى محض صفة لا تنطوي على قيمة . أنا
جميل و لكنني بلا ثقوب أو بروزات .. لذلك فأنا لا أعرف اللذة .. لا أفهم الاحتكاكات ولا
دخول الشيء في الشيء .. لا أفهم لماذا تتعلق امرأة بكائن غيرها _ حتى لو كانت شريكا
في صنعه _ و لا لماذا يفني رجل عمره لكي يكبر أشخاص آخرون ... و لا أفهم أصلا
معنى أي شيء ينتهي بالموت
لقد قيدني عابر ما ذات يوم ، رآني جميلا و قيدني في سريره . بحث عن شفتين فلم يعثر في فكي الأبيضين المدخنين على أي أثر لحمرة دماء.. و تركني في النهاية أرفرف من نافذته
التي فتحها لاعنا ، و استلقى على سريره ينتظر _ مثلما يفعل كل مساء كما أظن _ موته
..............................
أنا ملاك .. مثل كل الملائكة خالد و قائم خارج حسابات الآخرة المعقدة
ليس لي زمن .. فقد وجدت دائما و لم أوجد قط .. و مثل كل الملائكة أشتهي نساء الأرض
رغم أني لا أملك ما يتغير شكله وحجمه .. لا يتنمل جسدي ولا تتنوع حرارته
صنعني الرب من النور .. وجعل خلودي مقبرتي
..........................................
شريعة القطة _ دار ميريت
اللوحة للفنان مارك شاجال