Saturday, February 09, 2008

مترو من غير تذكرة

مترو هي أول جرافيك نوفيل( رواية مصورة ) مصرية ، أبدعها صديقي و أخي الفنان الجميل مجدي الشافعي ، و كان لي شرف قراءتها وهي لاتزال مخطوطة .. ثم الحصول على نسخة مبكرة منها فور صدورها من الشافعي
العمل مهم ، و ممتع ، و متكامل
و لأن مجدي الشافعي هو رجل المهمات الصعبة فقد قرر أن صدور مترو ليس نهاية المطاف
فكر الشافعي في عمل معرض لعرض اسكتشات مترو ، يعرض فيه ـ بسماحته المعهودة ـ سر الطبخة الفنية و كواليسها لمن يريد
إلى جانب ذلك تقام ورشة لتحليل و مناقشة آليات عمل الجرافيك نوفيل
مع ثلاث ندوات لمناقشة العمل روائيا و تشكيليا و سينمائيا ، خصني فيها الفنان الجميل بتحليل الشق الروائي من العمل .. بينما يناقش الفنان الكبير أحمد اللباد الشق البصري الفني
.................................................
كل التفاصيل في البانفليت المعروض أمامكم
يمكنكم تكبيره بضغطتين كليك شمال بس
(:

رجاء النقاش ... حكاية شخصية

تعرفت على الراحل الكبير رجاء النقاش عام 2003 ، عندما تولى رئاسة تحرير سلسلة ذاكرة الكتابة التي تصدرها هيئة قصور الثقافة ، بالتزامن مع اختياري سكرتيرا لتحرير نفس السلسلة .. لأعمل بشكل مباشر مع الرجل الكبيرفي واحدة من أهم محطات حياتي ، و ليوضع اسمي المتواضع بجوار اسمه الكبير على ترويسة واحدة من أهم السلاسل الفكرية لوزارة الثقافة . طلب أن يتعرف علي ، فقد كان دقيقا .. لا يمثل له العمل في أحد المواقع مجرد عمل روتيني ، يكفي فيه أن يضع اسمه ليحظى بقيمة مضاعفة .تحدد موعد للقاء .. و جلست في حضرته .. و جلبت له كتبي الأربعة .أبدى يومها ارتياحه للعمل مع أديب و ليس موظفا ، قال لي إنه قرأ لي نصوصا في عدة أماكن ، و سعد بكتبي ووعدني بقراءتها إن سنح الوقت المكتظ .. ابتسمت له ممتنا لمجاملته .. و لكني عندما قابلته بعد ذلك فوجئت أن الرجل قرأ ، و احتفظ بملحوظات قيمة ،ورغم أنني لم أتخيل أن يتعامل مع كتابتي بتسامح ، كرجل كبير له ذائقته و سياقه البعيد تماما عني ، إلا أنه فاجأني يومها بالعبارة التي يتردد صداها في أذني كثيرا : " أنا أحب أكتب عنك .. لكن للأسف لازم اكون من جيلك " اندهشت ، و طلبت إيضاحا ، فقال : عندما كتبت عن الطيب صالح ومحمود درويش و أغلب كتاب تلك الحقبة كنت من نفس الجيل .. ملما بالسياق النفسي و الفكري قبل الاجتماعي و الاقتصادي ..كنت متورطا فيما يحدث ولست متفرجا أو مراقبا ، لذا كتبت من الداخل و ليس من الخارج "و أكمل :" لذا لابد أن يفرز كل جيل نقاده ". و عندما قرأ بعض مقالاتي النقدية أثنى عليها و لكنه طلب مني ألا أنجرف كناقد لأن تجربتي الإبداعية تستحق أن أمنحها كل وقتي . كان حريصا على مناقشتي في طبيعة الكتابة الجديدة ..و تحدث معي عن ميلي للتغريب و اسقاط القضية المباشرة و البعد الاجتماعي الواضح ، ليس بغضب أو عدم ارتياح لكن كخصيصة لها معناها و علاقتها باللحظة التي يحياها كاتب في سني ـ كنت وقتها في السادسة و العشرين من عمري ـ و بدأ يحلل معي أشياء كثيرة و يربط تحولات الكتابة بتاريخها و محطاتها . قال لي ذات مرة : في مصر لا تدافع الموهبة عن صاحبها .. بل يدافع الكاتب عن موهبته .. و من لا يفعل ذلك يضيع ، فلا تنصت لمن يحاول إقناعك بالعكس .. و عدد لي أسماء كثيرة من كلا الفريقين .. ثم قال : عليك أن تدافع عن موهبتك ، و عن قناعاتك مهما كان تطرفها ، و عليك أن تستمرلأن الانقطاع سيطمر منجزك مهما كان مهما .
قلت اللقاءات بعد ذلك ، و لكنه كان شديد الحرص على السلسلة ، مهتما بكل صغيرة و كبيرة فيها .. و قدم فيها عددا من العناوين القيمة لكتاب كبار ..و يكفي أن اهتمامه بالكلمة التي تنشر على الغلاف الخلفي لكل كتاب ـ و التي كان يكتبها بنفسه ـ كان غير عادي ، و لو تطلب الأمر حذف بعض السطور لظروف المساحة كان يتابع ذلك بنفسه و يطمئن على تنفيذه بدقة .
عندما اضطررت للاعتذار عن استكمال عملي في السلسلة ، مفضلا الإتجاه للصحافة .. حرصت على الاتصال به و إبلاغه بقراري .. و رغم خشيتي أن يمنحني نصائح أبوية بالاستمرار ـ لن تثنيني عما انتويت ـ فوجئت به يقول لي : كن حرا .. و العمل بالصحافة سيمنحك انتشارا أفضل و لكنه سيلتهم وقتك فاحذره ! كان يحدثني هذه المرة أيضا من موقع المجرب ، فقد ولد رجاء النقاش رئيسا للتحرير . أنصت إليه شاكرا ، قبل أن أبدأ مرحلة جديدة في حياتي ..بعدها قل التواصل ، و بدأت حالته الصحية تأخذ منحنياتها الحرجة .. و تعذر حتى أن يرد على التليفون حتى أتاني الخبر.
الله يرحمك يا أستاذ رجاء